أ.د.عثمان بن صالح العامر
اللقب الذي يتمناه كل مسلم في هذه الأرض لقب (حاج)، ولذلك أول ما يعود قاصد البيت العتيق من الأراضي المقدسة المباركة إلى أهله وداره بسلام - وقد أدى مناسك الحج - ينعت ويدعى من قبل أهله وذويه بالحاج أو الحاجة، وهو يسمع هذا النعت الندي واللقب الإبراهيمي فتعلو الابتسامة محياه فرحاً بهذا الوصف الفريد الجديد، إذ هو وسام شرف على صدره، وتاج عز فوق رأسه يفخر به ويفاخر في مجتمعه الذي يعيش فيه، رزقه الله له ومنحه إياه، ونحن في المملكة العربية السعودية كنّا بفضل من الله ومنّه عوناً له لتحقق ما كان يرجو ويأمل، ولذا يعمر قلب هذا المسلم الحاج - أياً كان موطنه والأرض التي يقطنها - إن كان نقياً نظيفاً حب هذه الديار وأهلها الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجل حسن وفادته على ربه، وتفرغه لعبادته التي جاء من أجلها.
إنني في هذا المقام أقترح ألا ينتهي الدور الإعلامي لوزاراتنا الموقرة عند انتهاء أيّام الحج الفاضلة بل يحرص إعلامنا الرسمي خاصة على مد جسور التواصل مع من نالوا لقباً جديداً كانوا يتطلعون إليه ويتوقون لتحققه سنوات من أعمارهم طويلة، وذلك بمنحهم اشتراكاً سنوياً خاصاً في قناة إعلامية موجهة تبث بلغات الأرض جميعاً، وتركز بشكل مباشر على تصحيح العقيدة وحماية جناب التوحيد وضمان استمرار منهج الإسلام الوسط في العالم أجمع، وتذكر الجهود المبذولة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن فضلاً عن خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، فهذا الحاج - الذي صار مميزاً - على افتراض أنه لن يكون حريصاً في البداية على متابعة هذا البث الإعلامي المخصص له ولأمثاله فإن هذا اللقب الجديد يلقي عليه تبعات اجتماعية ستكون هذه القناة عنوان تميز فعليّ له يرتبط باللقب الذي ناله قبل أيام معدودة.
ولأن المقام مقام اقتراحات ونحن في ظل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود التي ما فتئت تدعم وتحفز وتشجع وتبارك بل وتشارك في كل ما من شأنه رقي وتقدم وتطور الخدمات التي تقدم للمواطن والمقيم القاطن والزائر لهذا البلد المعطاء الخير المملكة العربية السعودية حاجاً كان أو معتمراً أو سائحاً فإنني أقترح أن يمنح من قام بخدمة الحجيج ومثل وطنه المملكة العربية السعودية خير تمثيل في هذا الموسم العظيم والمناسبة العالمية الأرضيّة والسماوية، وكان حسن السيرة والسلوك، ولمدة تزيد على العشر السنوات سواء أكان عسكرياً أم مدنيا لقباً يميزه ووساما يعتز به ويورثه لأولاده وأحفاده وعقبه من بعده، فهو من معين لقب (خادم الحرمين الشريفين) كان يأخذ وينتح، وفِي سبيل خدمة دينه ووطنه وتحت راية بلاده واستجابة وطاعة لقيادته وولاة أمره يتعب ويكدح، ليس هذا فحسب بل كان مبادراً لكل خير باستطاعته أن يصنعه، حتى صرنا لوحة رائعة وأنموذجاً متميزاً سهر وتعب من أجل خدمة الكل في صورة لا يمكن أن يماثلنا فيها أحد أبدا. أبارك لكل حاج وحاجة هذا اللقب الجديد وأثمن للوطن الغالي ما قدمه قادته وشعبه من أجل وفود الرحمن، وكل عام وأنتم بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.