صيغة الشمري
من واجب الكاتب الصحفي أن يكون محايدًا في طرح أي موضوع، ينتقد عندما يتطلب الموقف ويثني عندما يجد موقفاً يستحق الثناء دون الخوف من أن يتهم بالمحاباة، من حق المسؤول في بلادنا أن نثني على مجهود له أو قرار جيد دون الخوف من أي اتهام يطالنا حول هذا الثناء، وهذا ما حدث معي عندما شاهدت لقاء وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وسمعت حديثه حول أداء وزارته واعترافه بوجود ترهل فيها، كان حديث الوزير مليئًا بالثقة بالنفس والإحساس العميق بالمسؤولية والعقلانية الكبيرة في الأداء وتقبل كل ملاحظة بحسن النية والرغبة الصادقة في الإصلاح والتطوير، هذا الرجل الذي يندرج تحت إدارته ما يقارب تسعين ألف خطيب مسجد، وهو جيش وعظي كامل يضخ محتواه بشكل يومي وأسبوعي في الملايين من الناس، إن وضع رقم مجاني ( 1933) لاستقبال ملاحظات المواطنين حول كل ما يخص موضوع الخطبة أو الخطيب نفسه خطوة رائعة ومميزة تتماهى بشكل فعلي مع رؤية 2030 في إحلال الفكر الإداري المتحضر والبناء بدلاً من الفكر الإداري القديم الذي لا يعتمد على الرقابة والمحاسبة ولا يتحرك بروح المجتمع الواحد والمصير الواحد، من سمع حديث وزير الشؤون الإسلامية في ذلك الحوار التلفزيوني يشعر بالتفاؤل والاطمئنان على عدم تكرار أخطاء الماضي فيما يخص المحافظة على وسطية الدين وسماحة الشريعة وضبط الأمور في إقفال الباب على المغرضين الذين يستغلون منابر المساجد لتمرير أجنداتهم الحزبية أو المذهبية في تحريض وإقصاء أوصلنا لمرحلة دفعنا ثمنها باهظاً، ظهور معاليه بكل بساطة وتحدثه بكل صراحة يجعلنا نستبشر خيرا في مدى التأثير الإيجابي لخطب الجمعة في فكر وسلوك المجتمع الذي يحتاج لمن يبث فيه روح وتسامح ووسطية الإسلام التي هي جوهره الحقيقي، ومعرفة خطيب الجامع بوجود رقابة مجتمعية من أفراد المجتمع سيجعل الخطيب يستحضر الرقيب الذاتي وينتبه ويحرص على أداء دوره تجاه مجتمعه ووطنه وسيخاف بعض ممن يدس السم في العسل، تمنيت من وزيرنا الموقر أن يتحدث عن تسجيل الخطب عبر الكاميرات الأمنية للمساجد حتى يكتمل دور الرقم المجاني في حالة وجود شكوى للرجوع للكاميرا من أجل الحكم بإنصاف وضمان حق الخطيب من أي شكوى كيدية وكذلك ضمان حق المجتمع من أي خطبة كيدية!