لبنى الخميس
التهام الحلوى طوال اليوم.. أسهل من إجبار نفسك على تناول الخضراوات.. قراءة المقالات اليسيرة القصيرة.. أسهل من الإبحار في كتب وأطروحات عميقة.. انتقاد نجاحات الآخرين ومنجزاتهم.. أسهل من خوض التجربة واختبار ما مروا به من صعوبات. إمطار طفلك بألعاب جديدة تضاعف عزلته.. أسهل من الحوار معه والاستماع لأسئلته الفضولية. القيام بعمل روتيني كل يوم وتقاضي راتب محدد مقابله.. أسهل من الإقدام بشجاعة لبناء مشروعك الحلم. الانصياع لآراء المجتمع وتفضيلاتهم في العلم والعمل والارتباط.. أسهل من الانتصار لخياراتك الشخصية. أن تقول: نعم.. حاضر.. وصحيح.. أسهل من أن تقول لا.. خطأ.. وسأفكر في الأمر.. أن تظل آمنا مطمئناً في منطقة راحتك التي سكنتها منذ سنوات، أسهل من خوض غمار تجربة جديدة ومثيرة. أن تتبع قوائم توصيات الآخرين في الكتب، أسهل من صقل ذائقتك الخاصة بعد اختبار الجيد والرديء، الغث والسمين. أن تحكم على أفعال الآخرين وتحاكم اختياراتهم في الحياة، أسهل من أن تفكر في ظروفهم وتمنحهم المبرر والعذر. أن تنحاز لرأيك، فكرك، معتقداتك، وتعتبرها صواب لا يحتمل الخطأ، أسهل من أن تفكر فيها بعمق وتعتبرها خطأ (يحتمل) الصواب. أن تستلذ بنشوة الكسب السريع والشهرة الطارئة.. أسهل من أن تنتظر عمراً لتحضر لعمل عظيم يخلّد للأبد. بعض الأشياء الرائعة في حياتنا أتت سهلة طيّعة كنسمة باردة وسط صيف حارق … لكن معظم القرارات المحورية.. والخيارات المصيرية.. والسير العظيمة تأتي مع فاتورة باهضة وتضحية مرتفعة بالمال والجهد وتحدي الذات. حقيقة: أكثر القرارات التي أعتز بها حينما ألتفت إلى الوراء، هي تلك الخيارات الصعبة، المغلفة بالشك، والمطمعة بالخوف من المجهول، تلك القرارات التي أخرجتك من منطقة راحتك، ووضعتك في مواجهة مباشرة مع مخاوفك، وعلمتك بأنك أقوى مما تتصور، وأكثر صلابة وحكمة مما تعتقد.