مهدي العبار العنزي
تنمية العقل وتطوير المهارات من أجل مواجهة متطلبات الحياة بمختلف وجوهها تعني بناء شخصية الفرد القادر على التعامل مع كل ما يحيط به من أحداث ليكون جنديًا مدافعًا عن حقوق وطنه ومقدساتها وحفظ مكانتها بين دول العالم. ومن أهم ما تركز عليه الأمم في مناهجها وفي سياساتها بناء الإنسان وصقل مواهبه وتشجيعه ليصبح أيضًا إنسانًا واعيًا مدركًا، يسهم مساهمة فعالة في مسيرة البناء للوطن، وحتى يكون عضوًا نافعًا يأخذ دوره في مسيرة البناء والتقدم والتطور ومواكبة العصر في عالم لا يعترف أبدًا إلا بالعلم والقوة، وكأنهم يعيشون في عصر الشاعر زهير ابن أبي سلمى الذي قال: من معلقته المشهورة:
ومن لم يذُد عن حوضه بسلاحه
يهدَّم ومن لم لا يظلم الناس يظلمِ
إن المتتبع لأحداث العالم اليوم يدرك تمام الإدراك أن الأصدقاء يتحولون بسرعة البرق إلى أعداء، وأن كثيرًا منهم يماسرون العقوق والتنكر لكل ما قدم لهم،
وهؤلاء يجب التعامل معهم باللغة التي يفهمونها وردع أطماعهم وتحطيم آمالهم، لأنهم لا يعترفون بمبدأ العلاقات الأخوية وحفظ حقوق الأشقاء، جعلوا مبدأ الكره مكان مبدأ المحبة والوئام، وسخروا إعلامهم ومرتزقتهم لشتم المملكة، وما زالوا يهرفون عبر منابر إعلامية رخيصة جانبها الصواب، لقد اكتشف المواطن السعودي حقدهم وزيفهم وبغضهم للقيم ومعاداة أهل الشيم. ولهذا فقد كان لتلاحمنا ومحبتنا لوطننا وولاة أمرنا أكبر رادع لهم ولأهدافهم الشريرة وعقولهم المريضة؛ وإذا كانوا يعتقدون أن أحدًا من أبناء هذا الوطن سيسير خلفهم ويصدق دعاياتهم وتحليلاتهم وترهاتهم، نقول لهم لا وألف لا، إن الشعب السعودي شعب أصيل بكل أطيافه اكتسب العلم ولديه القوة العقلية والفكرية التي تؤهله بدحر كل من يحاول النيل من كرامة هذا الوطن، ولهذا فإننا جميعًا تقف صفًا واحدًا خلف ملكنا وولي عهده الأمين، جنودًا مخلصين مقاتلين مدافعين عن أطهر بقاع الأرض، وكل سعودي وسعودية يردد: (إلا الوطن) وما الحب إلا له نعم:
مملكتنا في محبتنا جديره
عندنا أغلى من الذهب كسرة حجرها
نفتديها بالعمار وبالذخيره
ومن غدرها خاب فاله من غدرها