د. صالح عبدالله الحمد
في يوم الخميس الموافق 1439/12/26هـ رحل الشيخ عبدالله بن عقيل العميم من هذه الدنيا كغيره من عباد الله الآخرين إلى الدنيا الآخرة كما قال تعالى:
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمن،27،26
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الأنبياء34
{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} السجدة11
{وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المنافقون11
الكل سيرحل من هذه الدنيا إن عاجلاً أو آجلاً ولن يكون مع أي واحدٍ منا سوى عمله فقط.
والشيخ عبدالله نحسبه والله حسيبه يحمل عملاً طيباً في حياته وندعو الله أن يغفرله ويرحمه ويوسع قبره ويجعله في الفردوس الأعلى من الجنه واجعل ما أصابه من مرض تكفير لذنوبه آمين.
عرفت الشيخ عبدالله معرفة عادية جداً لكن لديَّ بحمد الله حاسة بمعرفة الرجال الطيبين في أخلاقهم وعطفهم وتواضعهم، فكان هو من هؤلاء الرجال الذي لم يكن أسطورة في ماله أوعلمه (كان عادياً رحمه الله) ولم يكن أسطورة في الاختراع أوفي علم الفلك أوغير ذلك، لكنه كان أسطورةً في تواضعه وأخلاقه وعطفه وهو ما جعلني أتابع ذلك وأعرفه عنه.
عرفته بدايةً حينما كان طالباً بكلية الشريعة بالرياض ثم معلماً بالدمام ثم مديراً لثانوية الزلفي الذي استلم إدارتها بتاريخ 1393/9/4هـ ومنذ استلامه لعمله في هذه الثانوية وهو بحق الرجل المناسب في المكان المناسب، منضبطاً في عمله ونشيطاً في تأديته ومتابعاً لطلابه بدقة في تعليمهم وسلوكهم وتفقد أحوالهم ومنهم الآن من يتقلد مناصب بتوفيق الله سبحانه ثم باهتمامه بهم ومتابعتهم وأنا أعرف ذلك جيداً مما دفعني للكتابة بهذه الصحيفة بتاريخ 2017/4/15م مقالاً بعنوان: «مربٍ من الزمن الجميل»، وكذا بصحيفة الجزيرة، وهو من قصدته بذلك ولكنني لم أخبره لمعرفتي الحقيقية أنه لا يحب ذلك وأن ما عمله كان خالصاً لوجه الله وما ذكرته في ذلك المقال هو أنموذج من أعماله الإنسانية الطيبة، التي قلَّ ما يتصف بها بعض الناس ومما جعلني أُعجب بذلك وأسطره هو محبتي لمثل هذه الأعمال الإنسانية التي أرغب أن تنتشر في مجتمعنا الإسلامي امتثالاً لأوامر الله وتطبيقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، رحم الله الشيخ عبدالله الذي كان أسطورةً ناصعة في تواضعه وأخلاقه وحبه للخير آمين يارب العالمين.
حضر جنازته عدد كبير من أقاربه وجيرانه وطلابه ومحبيه ومحبي عمل الخير مما يدل على تمتعه بمحبة كبيرة في محافظته تغمد الله برحمته آمين وإنا لله وإنا إليه راجعون...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.