محمد بن علي الشهري
تختلف تأثيرات ونتائج الدعم باختلاف أساليب ممارسته بحيث يمكن أن يتحول من الإيجابية إلى السلبية، والعكس صحيح أيضاً.
ولنا في مشاركتنا الأخيرة في مونديال روسيا الكثير من العبر والدروس في هذا الجانب.. تلك المشاركة التي جاءت بعد عقد ونصف من الإخفاقات على كل الأصعدة، لتعيد فينا روح التفاؤل والأمل مجدداً باستعادة ما فقدناه من حضور.
وحقق الأخضر ثاني أفضل مشاركة له مونديالياً، وكان يمكن تحقيق أفضل من ذلك لو أننا تعاملنا مع المناسبة بقدر أعلى من الترشيد في مسألة دعمنا المعنوي لنجومنا ومدربهم، إذ طغت نبرة ارتفاع سقف الطموحات والمطالب إلى مستويات غير معقولة وغير ممكنة، باعتبارها أكبر وأبعد من قدراتنا الفنية والعناصرية.
في حينه حذّرت وحذّر غيري من مغبّة الإفراط في الاعتماد على هواة التهريج البرامجي الفضائي للقيام بمهمة دعم الأخضر، ولاسيما بعد أن تبيّن بأن معظم ما يتداولونه في برامجهم صباح مساء بدعوى دعم الأخضر، ما هي إلاّ ضغوطات يمارسونها على عناصر المنتخب بدءاً بالانتقاص من قدرات المنتخب الروسي، وأنه لن يشكل عقبة في طريقنا إلى آفاق أبعد، مروراً بتحويل الدعم المادي السخي الذي حظيت به كرتنا من لدن قيادتنا الرشيدة على ألسنة أولئك المهرجين إلى عامل ضغط رهيب، إذ ما انفكّوا يشعرون عناصر المنتخب بأن ذلك الدعم السخي العام، إنما هو دين في رقابهم هم فقط وبالتالي فإن عليهم سداده من خلال تقديم ما يوازيه لا من خلال الممكن والمتاح، وانتهاءاً بترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب للنيل من المنتخب من نمونة صاحب نظرية (الوعي الإدراكي) أو صاحب معلقة (راحوا ما راحوا) أو ثالثهم صاحب مقولة : (أنا ما أبغى أكون زي الاسترالي أنا أبغى أكون زي الاسترالي)!!.
وبما أننا بدأنا التحضير لخوض غمار منافسات النهائيات القارّية وقد تحسنت أوضاعنا كثيراً عن السابق، وأصبحنا نمتلك مقومات المنافسة الجادة.. لابد من مراجعة الكثير من الحسابات والممارسات التي لا خيرها ولا كفاية شرها، وأولها برامج (الهلس) الفضائي.. وأن يتّسم دعمنا القادم لأخضرنا بقدر كاف من التوازن الرسمي والجماهيري والإعلامي.