محمد بن عبدالله آل شملان
عندما يغيب ضمير العالم، وتشوّه مآسيه ملامحه المتحضرة.. يصبح العمل الخيري الإنساني مرفأ آمناً، ترسو عليه أحمال المعاناة الثقيلة، وقلباً رحباً يتسع لأفئدة تنوء بالألم المتفجر في دماء أوردتها وشرايينها المتيبسة أو المتجمدة من الخوف.. وتضمد أجساداً تكالب عليها الجوع ينخر عظامها، ويمتص الظمأ رطوبتها. وسلمان بن عبدالعزيز.. الملك.. الإنسان، ابنٌ لمؤسس الوطن الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أرسى نهج الخير والإنسانية، وهو مواطن من أبناء هذا الوطن الطيّب وجد الخير والإنسانية صدىً صادقاً في نفسه، وأخذ أبعاداً عميقة ومساحة عريضة في قلبه، فتسارعت أياديه البيضاء بالخيرات والإنسانيات.. وتسابقت إلى حمل لواء العمل الخيري والإنساني، الذي ينطلق من وطن الخير (المملكة العربية السعودية)، بالمساعدة والبر والإغاثة إلى كل بقعة من أطراف الأرض وأوسطها، يئن إنسانه الشقيق والصديق من صراع عدو غادر أو ظلم جائر، أو قسوة حياة ظنت بنفسها عليه.. في العالم بأسره. محطات كثيرة امتدت إليها يد الخير للملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز.. لتجسد مبادئ الإنسانية الصافية، البعيدة عن أغراض وقنوات العون والمساعدة المشروطة بصفقات عاجلة أو آجلة، في عالم سيَّس المآسي وراهن عليها بالحسابات والعوائد على حساب شركاء الإنسانية. نعم.. تظل الحقيقة ماثلة أمام ضحايا مآسي الحروب والكوارث والباحثين عن الإنسانية.. وهي أن اليد البيضاء أرحب من الدنيا الواسعة التي تضيق في عيونهم من عتمة الظلم وقسوة الحياة في عالمنا المعاصر. وهذا هو وطن الخير والأيادي البيضاء.. ولهذا كان في اليوم الدولي للعمل الخيري، الذي يصادف الـ 5 من سبتمبر من كل عام أن نتذكر دوره الذي عاهد نفسه بهذه الأعمال العظيمة وأهدافها النبيلة، سارتْ نفسه إليها، فشرّفها بالبذل والجهد والقلب الكبير في كل لجان التبرعات وهيئات الإغاثة وجمعيات البر ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التي تحتضنها هذه الأرض الطيبة.. فترجم رباط الإسلام وتعاليمه التي هي دستور هذا الوطن الطيب.