فهد بن جليد
سؤالك طفلك عن (يومه الدراسي) وإظهار اهتمام فعلي بالتعليم الذي يتلقاه مع بداية العام الدراسي من باب التشجيع، لهما (الأثر ذاته) الذي تُحدثه ساعات من الدروس (الخصوصية) التي يتلقاها الطالب في مُنتصف أو نهاية العام الدراسي حتى يُحسِّن من تحصيله العلمي، هذه النتائج العلمية توصَّل إليها خبراء في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA, بالمُناسبة المملكة شاركت -للمرة الأولى- في هذه الاختبار ات، وهذه المُبادرة غاية في السهولة يستطيع الأبوان القيام بها دون تكلف, كجزء من أحاديث الأسرة (اليومية).
المسألة لن تأخذ من وقتك أكثر من (دقيقتين أو ثلاث) لتسأل ابنك وابنتك عن يومهما الدراسي؟ وما الشيء الجديد الذي تعلماه؟ وتُشجِّعهما إمَّا برؤية المادة أو بالإنصات على أقل تقدير لهما، فالأثر هنا كبير جداً على نفسية الأولاد ويعني المُشاركة الفعلية والاهتمام المُستمر، الأمر الذي يقلب حتماً موازين المُعادلة تماماً, ليُبادر الطفل في (المرات القادمة) للتركيز في المدرسة والفهم والحرص على تعلم المزيد من الدروس، والتميز في ذلك بحصد الدرجات المطلوبة، والعودة بها للمنزل لإخبار الأبوين بما تعلم وحقق, ليحصل على التشجيع والإشادة والمُكافأة اللازمة -إن وجدت- وهذا يرفع من مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة والطالبات، ويزيد من استعدادهم للفهم والتعلم، ما يعني تحولاً نظرياً وعملياً في حياتهم الدراسية ونوعيتها، دون مجهود يُذكر، عكس ما يُخلفه الإهمال السائد عند بعض الآباء, ممَّن يكتفون بتلك الأسئلة العابرة والمُتطايرة عن المدرسة دون إبداء أي اهتمام أو جدية، مُعتقدين أنَّ المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى المسؤولة عن التربية، ومُتناسين أو مُتجاهلين دور المنزل و الأسرة.
الرغبة في التعلم والتفوق لدى الطلاب والطالبات منبعها الأول المنزل وليس المدرسة، لذا تقع مسؤولية إشعال فتيل الحماس في نفوس الطلاب والطالبات على الآباء أولاً ثم المُعلمين ثانياً -لاحظ- أنَّنا في أول يوم من الأسبوع الثاني لهذا العام الدراسي, ما يعني أنَّ الفُرصة ما تزال سانحة ومواتية لجعل ابنك متفوقًا دراسياً.
وعلى دروب الخير نلتقي.