د. محمد بن صالح الظاهري
بالرغم من مرور سنوات لا زلت أتذكر ما قاله سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات حينما رد على أحد الأكاديميين في تويتر غرد عن الجنسيات غير الإماراتية المقيمة في الدولة، وقال إن الجالية السعودية هي الأكبر، ما دفع الشيخ المحبوب للرد سريعاً وبأسلوبه المعهود بأن «السعوديين ليسوا جالية بل هم في بلدهم»، وقد وجد هذا الرد في حينه أصداءً طيبة بين أبناء السعودية والإمارات.
أتذكر ذلك وبلدانا «حفظهما الله من كيد كل حاسد» يعيشان مرحلة غير مسبوقة في وحدة المصير المشترك ولحمة غير عادية بين قيادتي وشعبي البلدين منذ أسست المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومع أن العلاقات بين الدولتين ومنذ الأزل كانت قوية وصلبة برغم سعي «دولة جارة» للوقيعة بينهما في أكثر من مناسبة، فيما هي التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يفضحها وقعت في شر أعمالها، بينما تمضي السعودية ومعها الإمارات «قيادة وشعب ومؤسسات» في تعاضد أسعد الأصدقاء وأوجع الحساد وجعل من البلدين الأقوى تأثيراً في المنطقة، ومن إذا تحدثوا أنصت الجميع لقولهم، وكانت كلمتهم الفصل في كل المحافل. فهاهي الدولة الجارة بتنظيمها المسعور لم تنجح مع من يساندها بهز شعرة، أو التأثير قيد أنملة على مواقف بلدينا الحبيبين «السعودية والإمارات» سواء على المستوى الدولي أو القاري أو الإقليمي، بل لا زال تنظيمها يلهث ويطوف دول العالم ويتلقى الصفعات تلو الصفعات دون أن يصل إلى نتيجة توازي ما يصرف ويبذل للتأثير على جناحي الخليج «السعودية والإمارات».
اتأمل ويتأمل غيري مبتهجين ما يجري من تلاحم وتعاضد بين بلدينا وما يتم من اتحاد ووحدة مصير على كافة المستويات، إذ لم يعد هناك مصالح سعودية وأخرى إماراتية بل إن المصير الواحد جعل المصالح واحدة والخطاب الموجه إلى الدول والمنظمات واحدا، والنجاح والإنجاز والتقدم باسم الجميع وللجميع، وذلك وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ خليفة بن زايد، «حفظهما الله»، وبإشراف ومتابعة واهتمام «المحمدين» سمو الأمير محمد بن سلمان وسمو الشيخ محمد بن زايد، «نصرهما الله» اللذين لا يألوان جهداً في سبيل تحقيق ما يطمح له أبناء وبنات السعودية والإمارات.
ومن هذا المنطلق، وفي ظل الحملات الشرسة التي لا أحد منا يجهل من يقف خلفها يجب أن تكون هناك وقفة وبحزم تجاه من هم بيننا ويساعدون من هم ليسوا بيننا للإضرار بمصالح بلدينا ومحاولة التفرقة بين السعودية والإمارات تحت عناوين غير صحيحة تأتي من معرفات وعبر وسائل تدعمها الجارة المريضة.
بقي القول إن أبناء وبنات السعودية والإمارات ينتظرهم حدثان هامان ففي الرياض ستكون «قمة العشرين» وفي دبي «اكسبو 2020» لذلك علينا أن ننشغل بالمهم ونترك لهؤلاء خيباتهم. وعلى دروب المجد نلتقي.