الجزيرة - بيروت:
قال مصدر سياسي لبناني رفيع، إن لقاءات دورية تجمع بين السفير القطري «المنتهية مهام عمله» في بيروت ومجموعة من قيادات ميليشيا حزب الله الإرهابي في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في محاولة للدوحة لإنقاذ الميليشيا من العقوبات المقررة عليها خلال الفترة القادمة، وكذلك تأييد الدوحة «ضمنيا» لمطالبات ميليشيا حزب الله في الحصة الوزارية من الحكومة اللبنانية المقبلة، وبخاصة في الوزارات الحساسة. ووفق المصدر فإن الدوحة أوحت بإمكانية تراجعها عن الموقف الخليجي الخاص بتصنيف حزب الله كميليشيات إرهابية. وتسلّم السفير القطري حينها رسائل «مباشرة» من زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، وطلب نقلها لتميم بن حمد، وينوب عن الميليشيا في «تطبيع» العلاقات النائب نواف الموسوي وثلاثة آخرين من الميليشيا.
ويشير المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه وصرّح بنشر المعلومات، أن السفارة السورية في لبنان على اطلاع بهذا اللقاء «من جانب حزب الله»، وكذلك حزب التغيير والإصلاح الذي يتزعمه جبران باسيل، مبينًا أن تطبيعًا «سريعًا» يجري بين قطر والميليشيا التي تعاني اليوم من حصار سياسي واقتصادي خانق، وقد تجد في الدوحة «منفذا»، بعد تنامي العلاقات بين قطر وإيران مؤخرا.
وقال المصدر: هناك حلحلة ومرونة في المواقف، خاصة من الجانب القطري، أما فيما يتعلق بموقف قطر من الميليشيا بعد تصنيفها من دول الخليج العربي بالإرهابية بشقيها العسكري والسياسي، قال المصدر إن قطر قد تعيد النظر في هذا القرار، وقد تنسحب منه، ويبقى موقفها من الميليشيا «حبر على ورق».
وختم المصدر بأن منزل السفير القطري في بيروت علي بن حمد المري، كان أشبه ما يكون بـ «غرفة العمليات»، وخلصت هذه اللقاءات منذ يونيو الماضي إلى تبريد الأجواء بين الطرفين وفك الاشتباك الإعلامي، وهو ما اتضح في إعلام الطرفين خلال الفترة الماضية، وقال المصدر، «كل ذلك نكاية في الرياض وأبو ظبي». وتأتي هذه اللقاءات في وقت انتقلت فيه الدوحة إلى موقف مؤيد من حزب الله الإرهابي في مقاربته من الموضوع اليمني ودعم الدوحة المباشر لميليشيا الحوثي الإرهابية، وتحول منصاتها الإعلامية إلى متحدث باسمها.
وسبق أن تعرض السفير المري لـ«فضيحة» إعلامية، بعدما كشفت وقوفه خلف إساءات صحفية طالت دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أظهرت تقارير صحفية في إبر يل الماضي، أن السفير القطري هو من يقف وراء مواد مفبركة نشرتها إحدى الصحف «المتطرفة» مؤخرًا لتشويه دولة الإمارات، فيما سارعت صحف أخرى إلى تأكيد «فبركة» هذه المواد، وهو المنفذ الذي منه بدأت الاتصالات بين الطرفين.