نوف بنت عبدالله الحسين
خطواته الصغيرة تركض مسرعة نحو الدهشة....منبهراً نحو العالم الجديد...يصعد السلالم....يكتشف المجهول خلف الأوراق والألوان.....شاهد هناك أيدي صغيرة تشبه يده تماماً...وقصص تنتظره خلف الجدار...بمحاذاة المقعد الصغير...سيبدأ بداية المسيرة في مستقبله...وهو يتأمل كيف أن عليه الآن...أن يواجه كل شيء لوحده...سيخوض التجارب الجديدة....وستفتح له الحياة مدرسة في كل اتجاه... ستتعثر قليلاً يا صغيري...لكنك حتماً ستعود وتقف من جديد...فالحياة ترسل لنا الدروس لننطلق من رحم الضعف إلى قوة الحياة...حتى تكون لنا مضادات تحمينا من شوائب الحياة وغرورها....
تذكر دوماً أن هناك بالقرب مكتبة جميلة...تحمل عالماً أخاذاً...لا تبخل عليك بالقرب منها... وجه قلبك إليها دوماً...وكن عاشقاً للكتاب...فهو أجمل وأوفى عشق...ولا تنسَ يا صغيري أن تتأمل هذا الملكوت ...لتعرف حجمك الحقيقي...ولتكتشف مدى عمق هذا الكون الذي يجعلنا نتواضع ونخجل من ضآلتنا...وتذكّر بأن القوّة ليست في البطش ولا في لجلجة الأصوات...القوّة تكمن في الصمت ..والصمت هو سلوك الحكماء...وصاحب أهل العقول الرفيعة...والقلوب المضيئة...وكن نجم العطاء والكرم...واستمتع بعطائك ومبادراتك...ولا تبخل على أحد بمساعدة ....ولتبحث عن الملهمين والمبدعين....فهم متواجدون في كل زمان ومكان....ولا بد لك يا صغيري أن تتنعم بالعلم النافع والعمل الصالح... فالمتعة تخلق الإبداع وتصنع جوَّا خلّاقاً... فكن للعلم نبراساً وله خادماً وبه ملكاً...
فها أنت أيها المدهش الصغير...تتأقلم مع بداياتك الطفولية...في عالم القلم والقرطاس... أو ربما عالمكم لوح وقلم إلكتروني...فكن دائماً محلقًا في فضائك...ولا تسمح لهذه اللحظة أن تتلاشى... حتى ولو واجهت الصعوبات... وقادتك الحياة لدهاليز مجهولة...تذكر دوماً بأن العلم هو خلاصك...والعلم يا صغيري شاسع جداً جداً...ومتجدد دائماً...مبهر في أغلب الأحيان...فلتكن يا صغيري باحثاً عن المعرفة...مفتشاً عن الحقائق...وليكن لك رأي في كل ما تتعلمه...ولا تكن يا صغيري إمعة أو تابعاً لأفكار لا معنى لها...كن أنت صاحب المبدأ الذي يستند على القيم... وصاحب منطق يعتمد على الحجة والبرهان...وليكن حديثك لبقاً وواعياً وجاذباً ومحترماً...وذو معنى وقيمة...وتذكر (قل خيراً أو اصمت)....واجعل لك في الحياة بصمة وأثرا...وكن رفعة لهذا الوطن...فهو يعطيك أكثر مما تتخيل...وسيعطيك فوق الخيال...ولا تسمع أو تسمح لأحد أن يدنس وطنك بقول أو فعل...وصده بعلمك وسلوكك...وكن أنت ورفقاؤك للوطن عنوان الخير والعطاء والحكمة
انطلق في رعاية الله وحفظه...وهنيئاً لك...لحظات الدهشة الأولى...