د.عبدالعزيز العمر
التعليم مؤسسة كأي مؤسسة اقتصادية كبرى تعمل على استثمار مصادرها المتعددة بأفضل كفاءة ممكنة، وتعمل أيضًا على تعظيم أرباحها، مع ملاحظة أن أرباح مؤسسة التعليم لا تقاس بـ (النقد/الكاش)، بل تقاس بما تنجح في إكساب الطالب من مهارات ومعرفة وقيم أخلاقية حضارية تجعله قادرًا على مواجهة متطلبات العيش الفاعل في هذا العصر، عصر الانفجار المعلوماتي والتقني. لهذا السبب يحتاج التعليم اليوم إلى صف من القيادات العليا المتميزة القادرة على إدارة مصادر التعليم وتوجيهها نحو تحقق أهدافه. هذا يعني أن التحدي التعليمي الأكبر هو: كيف نختار القيادات التعليمية التي تحقق أهداف التعليم بأفضل كفأة ممكنة. ومن المعلوم أن القيادات التعليمية ليست جاهزة دومًا على الرف، نستدعيها في أي وقت نشاء، بل لابد من ممارسة أفضل جهد ممكن للبحث عنها والوصول إليها في أي بقعة على أرض الوطن، بعيدًا عن المؤثرات الشخصية أو الاجتماعية أو البهارج الإعلامية. ومن أبرز عيوب بعض من يتم اختيارهم للمشاركة في إدارة دفة التعليم في أي مكان من بلادنا أن الأولوية بالنسبة لهم هي لوأد مشكلات عملهم في مهدها والعمل على ألا تطفو تلك المشكلات المدرسية والتعليمية على السطح فتصل للقيادات الأعلى وللمجتمع. فالقيادي التعليمي في مثل هذه الظروف يرى أن دوره هو إطفاء ما قد يظهر من مشكلات مؤسسته، بل هو غير معني بكيف نشأت المشكلة، ولا كيف يضمن عدم تكرار ظهورها، مثله في ذلك مثل رجل الإطفاء (الدفاع المدني)، فرجل الدفاع المدني لا يهمه كيف نشأ الحريق ولا كيف يمنع تكرار حدوث الحريق مستقبلاً، رجل الإطفاء لا يهمه سوى إطفاء الحريق فقط، ولا نريد لقيادات التعليم ممارسة مثل هذا الدور.