رقية سليمان الهويريني
في بداية حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبالتحديد منتصف عام 2015 تم توجيه سؤال لأحد الوعاظ المنتمين لجماعة الإخوان حول دوره بدعم فكرة الجهاد وتحريض الشباب للخروج لمواطن الفتن، ولكنه دافع عن نفسه وسخر من ذلك وبدا مزهوا بقوله: إن قواعد اللعبة قد تغيرت! وهو يقصد بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وما تبعها من رفع حظر السفر عن بعض الوعاظ، مما جعله يتوقع تغير سياسة الحكومة وتسامحها مع بعض الأفكار. وبرغم تحفظي على فكرة اللعبة السياسية، حيث ينبغي النأي بالسياسة عن اللعب، فهي ليست مجالاً للعب! إلا إن الواعظ قد التبس عليه الأمر حينما لمس أسلوب التعامل مع بعض الظروف السياسية الطارئة، مثل التقارب مع الشرق على حساب الغرب أو العكس بما يخدم المصلحة فقط.
والحقيقة أن الاستراتيجية السياسية للمملكة لم تتغير منذ توحيد الملك عبد العزيز للبلاد، ولكنه قد يطرأ عليها بعض الإجراءات الجزئية بحسب المرحلة.
وباستعراض المواقف السياسية في عهد الملوك الذين تولوا الحكم بعد المؤسس، نجد أن الملك فيصل رحمه الله احتوى الإخوان بعد خلافهم مع عبد الناصر وقربهم لأنه كان متحمساً لتوحيد العالم الإسلامي، حيث تبنى الإخوان الفكرة الرنانة ولكنهم كانوا يطمحون للاستحواذ على الحكم!
وفي عهد الملك فهد توترت العلاقة بين الحكومة والإخوان أثناء حرب الخليج الثانية بسبب موقفهم من مشاركة قوات غير مسلمة في قتال العراق! واستمر برود العلاقة حتى تحولت الجماعة لتنظيم عنيف يتبنى التحريض والتفجير والقتل والسحل، مما جعل الملك عبد الله يتخذ موقفاً حاسماً حيث تم تجريمهم، ولازال الوضع سارياً مع هذه الجماعة وغيرها ممن تتبنى العنف، ولايزال الموقف الملكي السلماني حازماً مع أي شخص يحرّض على الخروج لمواقع القتال أو يغرر بالشباب أو يفتح باب التبرعات غير الرسمية أو يجمع الناس بمخيمات ويلقي عليهم خطباً متطرفة يخببهم على الحكومة أو يدعوهم لمخالفة سياستها، ومن جرب العبث فإنه حتما وعى الدرس وأدرك الرسالة، وقد يواجه أحكاما قاسية.