فهد بن جليد
المُمثل الراحل علاء ولي الدين أطلق عبارة (اعمل نفسك ميت) في مشهد المُشاجرة داخل مطعم، لينصح صديقه أن يعمل نفسه ميتاً حتى يسلم من الضرب، تتردَّد هذه المقولة بقالبها المُضحك والساخر على الألسن للتمويه والتجاهل حفاظاً على ماء الوجه في كثير من التعليقات الشبابية في المنافسات الرياضية وغيرها، يُقابلها أيضاً عبارة سحرية أخرى هي (اعمل نفسك عبيط) للتخلص بذكاء من تحمل تبعات أي مواقف خاطئة أو مُخالِفة أو ممنوعة تُرتكب - مع سبق الإصرار والترصد - بحجة أنَّ العبيط الجاهل لا يُعاقب غالباً، كثير من الخبثاء نجوا بمثل هذه الحِيَل في المواقف الحياتية واليومية, تداول مثل هذه العبارات على (الألسن) بطريقة ساخرة وساذجة وفُكاهية ليس جديداً، لما لا نوظفها بالطريقة الصحيحة؟.
من ذات (السلالة اللفظية) العريقة، هناك مقولة مُشابهة تستحق أن -نهمِّس بها - في أذن كل المُبدعين في بداياتهم، ومن يريدون أن يشقوا طريقهم نحو تخصص مُعين أو مهنة رفيعة، ولكنهم وجدوا أنفسهم مُحاطين بأصوات مُحبِّطة ومُتهكِّمة، تُقلل من قدراتهم وإمكاناتهم تارة، وتضع العراقيل أمام تحقيقهم لأهدافهم والوصل إلى ما يصبون إليه تارة أخرى، والسِّر في مقولة (اعمل نفسك أطرش)، ولا تتأثر بكل ما يُقال وتسمع عن استحالة تحقيقك لحلمك، بحجة إمكاناتك وقدراتك مهما كانت متواضعة أو بسيطة.
كثير من الفنانين والمشاهير والمُبدعين والناجحين في حياتهم تجارياً ووظيفياً من حولنا، لم يكونوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، لو أنَّهم تأثروا بشماتة الشامتين، وضحكات المُستخفين بأحلامهم، وعبارات الإحباط والتجريح التي تردَّدت على مسامعهم في البدايات، ثق أنَّ الجميع لن يؤمنوا بموهبتك وقدرتك، حتى تنجح وتحقق الهدف والحلم الذي تريد الوصول إليه، عليك أن تؤمن بنفسك أولاً، و(تُطنِّش) كل كلام زائد وحاقد وغير مُفيد، قد تسمعه من مُنتقد أو حاسد، شريطة الحرص على التقاط تلك الأصوات المُحبة والخبيرة فقط، والإنصات إلى تجاربها جيداً.
وعلى دروب الخير نلتقي.