م/ نداء بن عامر الجليدي
اطلعنا في بحر هذا الأسبوع على خبر إزاله أكثر من تسعة آلاف مركبة تالفة بمدينة الرياض بمناظر ٌمشوهة وغير حضارية تتكرر مشاهدها المؤذية للنظر، في أرجاء مدينة الرياض، يشاهدها المارة في الأراضي المطلة على الشوارع الرئيسية، وفي الأحياء السكنية والمناطق العمرانية الحديثة وتتمثل في الأراضي السكنية غير المبنية (الأراضي البيضاء كما يطلق عليها في مصطلحات التخطيط العمراني) أصبحت هذه الأراضي للأسف مواقف للسيارات والشاحنات والباصات والمعدات الثقيلة والآليات، تتكدس فيها بطريقة منفرة ومؤثرة على المنظر الجمالي للرياض، حيث يعزو البعض سوء الاستخدام هذا إلى أن ملكية بعض هذه الأراضي يعود لأشخاص، والبلديات الفرعية غير مسؤولة عن طرق الاستفادة منها؟ سواء كانت مؤجرة أو مجانية
بغض النظر عن كون هذه الأراضي مملوكة لأشخاص أو للدولة، مجانية أو مؤجرة، إلا أن استخدامها بهذه الطريقة السلبية يؤثر على المنظر الجمالي العام للمدينة، وتقع المسؤولية في ذلك على إمارة الرياض وأمانتها ومرورها، ويعزوه البعض الآخر إلى أن المواقف العامة في المدينة قليلة ومتعذرة، ما يدفع الناس لاستخدام هذه الأراضي، كمواقف لحل الإشكالية التي يواجهونها.
واقع الاستخدام في الغالب لا يقتصر على الأفراد، بل يتعداه إلى الشركات، ويتضح ذلك من نوعية السيارات والآليات الموجودة في هذه الأراضي. لتدارك مثل هذه العشوائية المؤثرة سلباً ولكي يكون لنا كمتخصصين وجهة نظر في إيجاد حلول لهذه الإشكالية نرى أن تضع الإمارة ممثلة بالأدارة العامة لخدمات المنطقة شروطاً لاستخدام هذه الأراضي والاستفادة منها، على الأقل شرط تسويرها بسور مناسب يحجب ما بداخلها، مع بوابات للدخول والخروج، وإضاءة مناسبة، وتصميم خارجي يتلاءم والمنطقة الواقعة فيها. وتتولى الأمانة أنشاء مواقف عامة في الأماكن التي تشهد اكتظاظا سكانيا، ومجمعات تجارية ومباني وزارية كشارع الوزارات مثلاً لحل هذه الإشكالية.
ومن ضمن الحلول إعادة تنفيذ الأسواق المتهالكة المطلة على الشوارع الرئيسية، وهي كثيرة ومتناثرة في أرجاء المدينة، ومعظمها يحتاج لتصميم حديث وترميم وصيانة ودهان.. إعادة العمارات والمنازل السكنية المطلة على الشوارع الرئيسة والتي يخيل للناظر إليها وكأن قذائف هاون أصابتها، لجوانبها المتآكلة وأصباغها الباهتة المتداخلة.
برأيكم ألا تؤثر هذه المناظر المشوهة على الإطار الجمالي الحضاري للرياض؟.. أين أعضاء المجلس البلدي من مثل هذه المناظر المشوهة للشوارع والأحياء السكنية الداخلة في نطاق مسؤولياتهم، وفقاً للمهام المذكورة في اختصاصاتهم على الأقل أن يرفعوا الاقتراحات المتعلقة بالجانب الجمالي للمدينة كتوصيات من واقع مسؤوليتهم المجتمعية.
هذه الجوانب الجمالية المتعلقة بجمال المدينة وضواحيها، تحتاج لعيون وطنية متابعة مبدعة ذات حس جمالي ونظرة ثاقبة، تعمل على تحويل القبح إلى جمال، والفوضى إلى تناغم وانسجام يسعدالوجدان، ومجتمعنا غني بالعيون الوطنية الموضوعية الصادقة ذات الحس الوطني، من ذوي الخبرة والكفاءة خصوصاً في صفوف المتقاعدين، ممن لم تعد الدرجة والوظيفة ومتطلباتها مطلباً وغاية بالنسبة لهم، لا شك أن الاستعانة بهم في مثل هذه المهام الوطنية، سيزيد من مساحات الجمال والإبداع في مدينتي المحبوبة الرياض.
ودمتم بود،،،