سعد بن عبدالقادر القويعي
مرة بعد مرة, يتجاهل -المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- انتهاكات الميليشيات الحوثية المستمرة ضد المدنيين في اليمن -طوال السنوات الثلاث-, دون أي التزام بمبادئ, وقوانين, وأنظمة حقوق الإنسان, والذي اعتمد -مع الأسف- على تقارير مضللة, ومزيفة؛ مما أفقده الحيادية, والمهنية, -خصوصا- بعد أن تجاهل الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تدخل قوات التحالف العربي في اليمن، بعد انقلاب ميليشيات صالح, والحوثي على السلطة الشرعية، وتهديد السلم, والأمن الدولي في المنطقة.
من الأهمية بمكان, ضرورة الالتزام بالمنهجية الموضوعية في إعداد مثل هذه التقارير, والتي تفتقد إلى شروط المصداقية, ومعايير العدالة؛ من أجل الحفاظ على مصداقية الأمم المتحدة, إلا أن صياغة هكذا تقارير, والتي ترسم ريشتها داخل أروقة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران, وحزب الله اللبناني, يعد تسييسا لعمل لجنة الخبراء, وذلك بعد تسترها على جرائم الحوثيين؛ الأمر الذي طالب من خلاله رئيس الفريق الدولي -المحامي- محمد المسوري بالتحقيق مع لجنة الخبراء -أنفسهم-؛ جراء تسترهم على الجرائم الحوثية, وانحيازهم الكامل لهم.
إن عدم التعويل مستقبلا على أي تحقيق دولي يبدي انحيازه لطرف على آخر, دون التثبت, أو التحقيق, يعتبر حقا مشروعا, -لا سيما- أنه منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية, وهم يحاولون إفشال مساعي الأمم المتحدة، معتمدين على الدعم الإيراني المتمثل في الإمدادات اللوجستية, والأسلحة المهربة. كما أن للأمم المتحدة تاريخاً طويلاً من الفشل, جعلها في نظر كثيرين مجرد ساحة للتناقضات, وازدواجية المعايير, وهذا ما تفتقده المنظمة الدولية في كثير من القضايا الدولية.
تحرير اليمن في مواجهة التمدد الإيراني المخرب في العالم العربي, وإعادته إلى حضنها العربي الطبيعي, والقضاء على حلم حياة حكماء الدولة الصفوية, أولوية لا يمكن التوقف عنها, فأسباب الحرب في اليمن, ونهب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران مليارات الدولارات, وتدمير المدن, وارتكاب المجازر, والاعتقالات الممنهجة ضد الأبرياء, وعمليات التعذيب في السجون، وتهريب السلاح, والمقاتلين, والخبراء من إيران, ولبنان, وضبط العديد من الأسلحة الإيرانية بحوزة المتمردين, وارتكابها لجرائم بشعة ضد المدنيين, والأطفال, واستخدامهم كدروع بشرية في خرق واضح للقوانين -الدولية والإنسانية-, يقتضي تحرير مجموع التراب اليمني من القبضة الإيرانية, والتأكيد على أهمية وحدة اليمن, وسيادته, واستقلاله, ووحدة أراضيه, -وبالتالي- العمل على إعادة الشرعية, ومكافحة الإرهاب في اليمن.