هالة الناصر
دخل نجم «سهيل» الذي يحمل معه انتهاء فترة وموسم الصيف ودخول الشتاء الذي تصاحبه الأمطار في كل مكان من الجزيرة العربية وبالذات مدن سعودية معينة تتعرض لأمطار عنيفة تجعل السيول تتشكل في ظرف دقائق مع رداءة تصريف السيول في هذه المدن مما يشكل عبئا كبيرا على الدفاع المدني الذي لا ذنب له في الدخول مع كل موسم شتاء باستنفار شبه يومي ومهام إنقاذ كثيرة بين المتوسطة والخطيرة، والسبب في ذلك هو عدم جودة وقوة تصريف السيول مع السماح من قبل بعض المدن لهوامير العقار ببناء مخططات أحياء في منتصف مجاري السيول والوديان، سندخل مع قدوم كل شتاء مواويل المياه التي تحاصر الشوارع ومواويل المواطنين الذين يطاردون بسياراتهم الشعبان والأودية ليجدوا أنفسهم وقد حاصرتهم السيول داخل سياراتهم ليدخل الدفاع المدني في تحد ومخاطر كان يمكن تفاديها لو أننا تعاملنا بمسؤولية وإحساس بالآخرين واستقررنا في بيوتنا لحين توقف المطر، وذهبنا بشكل حضاري للتنزه بين الأودية مع المحافظة على تعليمات السلامة دون المكابرة والبحث عن المخاطر، لازلت أحمل في ذاكرتي تفاصيل مقطع لشاب تجاهل تحذيرات وتوسلات المتجمهرين ليصر على عبور الشعيب بسيارته «الجيب» وعندما أصبح في منتصف السيل جرف سيارته بشكل مرعب وكأنه ريشة في هواء وتبدأ صرخاته تعلو طالبا النجدة ومعرضا غيره للمخاطرة من أجل إنقاذه وهو قبل ثوان معدودة كان في مأمن لكنه أصر أن يذهب إلى الموت بقدميه بشكل عبثي لا يمكن تفسيره بغير التهور المحض، يجب إصدار قوانين صارمة لمنع مثل هؤلاء المتهورين ومنعهم مدى الحياة من قيادة السيارة وسحب رخصة قيادتهم للأبد وبمجرد تنفيذ هذا العقاب الرادع سنرتاح من أبطال اقتحام السيول المزيفين الذين يشكلون عبئا على الدفاع المدني لا دخل له فيه، كذلك نتمنى من مصلحة الأرصاد والجهات المختصة ذات العلاقة أن يكثفوا نشاطهم هذه الأيام ويصدروا جدولا كاملا لجميع أيام الشتاء بكامل تفاصيلها وتحديد الأماكن التي قد تشكل خطرا بسبب كثافة السيول فيها، مع نشاط يومي إخباري لتوعية الناس وتحذيرهم وليس مجرد إصدار أخبار مقتضبة لرفع العتب!