سلمان بن محمد العُمري
للمملكة العربية السعودية آثار محمودة وجهود مشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين والاهتمام بشؤونهم ودعم احتياجاتهم في المجالات كافة ؛ ومن ذلك مساهمتها في نشر العلم الشرعي في كثير من البلدان الإسلامية ومناطق تجمع الأقليات المسلمة في أنحاء العالم، وذلك ببناء المدارس ومعاهد العلوم الإسلامية، والكليات والجامعات وإنشاء كراسي الدراسات الإسلامية في عدد من الجامعات العالمية إلى جانب إنشاء الأكاديميات السعودية، ولم يقتصر دعم المملكة للمدارس والمعاهد العلمية على البناء بل حتى في دعم المناهج وإرسال وإيفاد المدرسين.
ومنذ ما يقرب من ستين عاماً والمملكة تستضيف الآلاف من طلاب المنح الدراسية سنوياً سواء في الجامعة الإسلامية التي تم تأسيسها لاستقبال أبناء العالم الإسلامي أو الجامعات الأخرى، ومن أبرزها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود وبقية الجامعات، بل إن هناك أوامر سامية صدرت بتخصيص ما نسبته 5 في المئة من عدد الطلاب في الجامعات لطلاب المنح من الخارج، وقد تخرج من جامعات المملكة في المراحل كافة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه عشرات الآلاف من الطلاب وجميعهم يكنون لهذا البلد المبارك الحب والتقدير، بل إن بعض هؤلاء الخريجين أسسوا روابط لخريجي الجامعات السعودية في بلادهم لمواصلة المنهج وبقاء الصلة.
وتسهيلاً على الطلاب في التسجيل تم فتح بوابات القبول إلكترونية يتم من خلالها تقديم الطلب على الجامعة للدراسة ومتابعة قبوله إلكترونياً بهدف توفير الوقت والجهد، وهي مبادرات تطويرية تشكر عليها الجامعات، إلا أن هذه الخطوات التطويرية صار لها انعكاسات سلبية في قبول بعض الطلاب دونما فحص وتدقيق كما كان يتم في السابق عبر لجان خاصة يتم إيفادها لمقابلة الطلاب، فالوضع الحالي لا يمكن من خلاله تقييم مستوى الطالب إلا عبر الورق فقط؛ كما أن المشكلة الكبرى في أن معظم بلدان العالم الإسلامي لا زالت متخلفة تقنياً ولا يتوافر لديهم التقنية في الدخول إلى المواقع ونقل الوثائق إلكترونياً، فضلاً عن المتابعة الدائمة للقبول عبر الموقع والإيميل فهم لا يملكون أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الهواتف الذكية مع وجود أوراق تحتاج لمصادقات أيضاً من جهات في بلدانهم لا تتوافر لديهم القدرة في التنقل وإحضارها.
أتمنى أن يتم تحديد نسب وبلدان معينة وتبقى إجراءات القبول فيها كما هو الحال في السابق من خلال الزيارات والمقابلات والترشيحات من المؤسسات الدينية في الداخل والخارج وروابط خريجي الجامعات السعودية مع المرونة في بعض إجراءات القبول حتى يتسنى قبول الأعداد المناسبة والمؤهلة للتعليم والتحصيل، كما أن إيفاد لجان للقبول يخدم الاحتياج الفعلي في تغطية البلدان التي يقل فيها عدد الدارسين في الجامعات السعودية والتي لم يتم تغطيتها من قبل بشكل كاف، وأتمنى من وزارة التعليم والجامعات معاودة النظر في إجراءاتها وتسهيلها، واستخدام كافة الوسائل المناسبة لطلاب المنح.