المؤاخذة على حسد القلب
- هل يؤاخذ الإنسان على حسده للآخرين إذا لم يعمل شيئًا أو هو مما عفي عنه؟
- الحسد آفة، وجاء ذمُّه والتشديد فيه والتحذير منه في نصوص كثيرة، وحقيقته تمني زوال النعمة عن الغير، والاعتراض على الله فيما قدره لهذا الغير، وأكثر أهل العلم على أنه عمل قلبي يتجه الذم في النصوص الواردة فيه لمن انطوى قلبه عليه ولو لم يتكلم أو يعمل؛ لأن عمل القلب هذه حقيقته، وهذا قول أكثر أهل العلم، أنه يؤاخَذ عليه، ومنهم من يرى أنه إذا لم يتكلم أو يعمل يكون من حديث النفس، ونصره ابن الجوزي وغيره، لكن الأكثر على أنه يؤاخَذ عليه بمجرد التمني إذا لم يكن خاطرًا أو هاجسًا يطرأ ويزول، لكن إذا تردد في النفس وتأكد فيها وتمنى ذلك بقوة فإنه يتجاوز الهاجس والخاطر وحديث النفس إلى أن يصل إلى حد الهم والعزم فيؤاخذ عليه حينئذٍ.
***
بيع العسل على أنه من اليمن
- يوجد مَن يشتغل في بيع العسل في أنحاء المملكة، ويبيعون العسل على أنه من اليمن ويحلفون على ذلك، علمًا بأن هذا العسل مصدره إما من كشمير أو من تركيا، فما حكم قولهم هذا؟ وما نصيحتكم لهم؟
- هذا غش، والنبي - عليه الصلاة والسلام -يقول: «من غَشَّ فليس مني» [مسلم: 102]، فهذا وعيد شديد لهذا الذي غش ودلَّس على المشترين، فلا يجوز له ذلك، بل يحرم عليه.
***
إنابة المعلم مَن يقوم بمهمته
- أنا مدرس من اليمن تابع لوزارة التعليم، أتيتُ بشخص يُدرّس بدلًا عني وأعطيتُه ربع راتبي، وأنا ذهبتُ أعمل عملاً خاصًّا فما حكم عملي هذا؟
- عملك المنوط بك وتأخذ عليه أجرًا لا يجوز أن تُنيب فيه غيرك، نعم لو حصل لك ظرف طارئ منعك من الوصول إلى محلِّ التدريس وأنبت من يقوم مقامك في فترة مؤقتة أو شيء من هذا لا مانع من ذلك، وعلى كل حال لا بد من رضا المسؤولين في هذا، ولا بد أن ينوب النائب عن مُنيبه ويكون على نفس المستوى أو أفضل منه، أما أن يُنيب شخصًا أضعف منه فلا يجوز بحال.
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور / عبد الكريم بن عبد الله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء