عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. استطاع نادي النصر أن يتفوق خلال فترة الانتقالات الصيفية ليس بتصدر قائمة الأعلى إنفاقا في الميركاتو السعودي بل استطاع أن يضع نفسه بين أكثر من 40 ناديا في العالم أنفقوا أموالاً على شراء اللاعبين، وقد استطاع النصر ان يأتي في المرتبة الـ33 على مستوى العالم بإنفاقه 46.5 مليون يورو على شراء 11 لاعبا وهو ما جعله يتفوق على أندية عريقة عالميا في الترتيب مثل نيوكاسل الإنجليزي وبورتو البرتغالي وأولمبيك ليون الفرنسي، وقد ساعد نادي النصر على هذا التفوق قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين فضلا عن الدعم السخي للأندية من جانب الهيئة العامة للرياضة، هذا وقد يكون من أبرز اللاعبين على الساحة السعودية بكاملها اللاعب النيجيري أحمد موسى والبرازيلي اراوجو بيتروس والمغربي نور الدين مرابط ومواطنه عبدالرزاق حمد الله والحارس العملاق الأسترالي برادلي جونز ولاعبون آخرون، حتى أصبح الفريق كوكبة من النجوم العالميين والمتميزين، ولكن عودة المدرب الأورغوياني دانيال كارنيو مجددا للفريق لم تكن متوقعة او حاضرة في أذهان من يتطلع إلى التغيير التام ومواكبة التطور ومع كامل احترامي الكبير لتاريخ كارينيو التدريبي ومسيرته الطويلة في مجال التدريب، لكني أراه أقل بكثير من إمكانات لاعبي النصر العالميين ممن تم التعاقد معهم مؤخرا، ومن هنا سيكون هناك فجوة كبيرة وشاسعة في قادم الأيام بين اللاعبين والمدرب إذا ما أدركنا أن كثيرا من اللاعبين أخذوا وتعودوا على أسماء تدريبية كبيرة، وتملك شخصية قوية ورزينة وهادئة تفرض احترامها داخل الملعب وخارجه، وهذا ما لا يتوفر في شخصية كارينيو وقد يكون هدف التفوق في اللقاء الاخير أمام فريق أحد أكبر دليل وأصدق برهان.
سبق أن تحفظت على عودة كارينيو بل صدمت عندما أعلن عن التعاقد معه قبل أن يتم إحضار كوكبة النجوم من اللاعبين، اما حاليا فأنا أجزم وأؤكد عدم استمراره أو عدم استمرار الأسماء الكبيرة من اللاعبين لأنه وباختصار شخصية كارينيو ليست لهذه المرحلة نهائيا، فاللاعبون المتواجدون حاليا يحتاجون إلى شخصية قوية بل شرسة تستطيع ترويضهم والتعامل معهم باكثر قوة ومنهجية احترافية إذا ما أراد النصر الذهاب بعيدا في جميع المسابقات المحلية والقارية وما يجب أن يدركه مسيرو العالمي ان الظروف والأوضاع قد تغيرت عن السابق، إذا كانت قد بنت وراهنت على نجاح المدرب دانيال كارينيو لما حققه للفريق عام 2014م حيث فشل بعدها في عدة محطات بعد ذلك وآخرها مع فريق نادي الشباب الموسم الماضي، وسجل معه أسوأ النتائج فما يجب ان يدركه ويعلمه الجميع استحالة تكرار الماضي او عودته، فلا يمكن للظروف والأوضاع أن تتكرر مرة أخرى وتكون هي نفس الظروف فإمكانات المدرب الحالية متواضعة وبدائية ولن يكون للعامل النفسي والتهيئة المعنوية دور بارز في ظل وجود نجوم كبار متميزين عالميا في الفريق وجميع فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
كل ما أرجوه وأتطلع اليه وجميع محبي العالمي أن تتدارك إدارة النادي الوقت وتبحث عن مدرب عالمي ذي قيمة فنية عالية وصاحب تاريخ كبير يكون له دور ومساهمة في تطوير الكرة السعودية من خلال نادي النصر وعودة العالمي لمنصات التتويج من جديد قبل أن يفوت الفوت وبعدها لا ينفع اي صوت والعودة لدائرة الضياع ويقول الجميع (ياكد مالك خلف).
نقاط للتأمل
- لم تسجل الجولة الاولى من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أي مفاجأة وغلب على نتائجها التعادل السلبي والإيجابي وفوز ثلاثة فرق وخسارة مثلهما، مع شح في التسجيل وعدم وجود نتائج كبيرة وأكبر رقم اهداف تعادل الفيصلي والباطن (4 اهداف)، وأما الفوز فكان للنصر بهدفين لهدف على فريق احد وكان الأبرز وغير المعتاد تواجد ثلاث بطاقات حمراء في لقاء واحد كانت حاضرة في لقاء الهلال والفيحاء، وشهدت الجولة تميزا في التحكيم ولم يسجل ما يثير الشارع الرياضي ونأمل الاستمرار في كل عمل إيجابي.
- أخيرا خضعت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم للضغوط والطرح الذي طالب كثيرا بتغيير موعد كثير من المباريات في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وجعلها تقام مساء بدلا من وقت مبكر (عصرا) وهذا هو التغيير الثاني للجدول، وأتمنى أن يكون الأخير ولكن الحقيقة أنا ضد إقامة المباريات في وقت متأخر حتى ولو لم يكن الجو يساعد كثيرا فالمفاهيم تغيرت والظروف تبدلت والعوائل والنساء حضرت، فكل شيء يجب أن ينتهي ويخلص قبل التاسعة ليلا فقد ولى وانتهى زمن العودة منتصف الليل من الملاعب.
- لا أعلم ماذا يدور داخل نادي الاتحاد رغم ان كل شيء تم تغييره، وأتمنى لا يعود لدائرة المشاكل من جديد والشكاوي والتصعيد للفيفا كما هي مشكلة اللاعب التونسي عكايشي أما على المستوى الفني فلم يقدم الاتحاد نفسه من خلال اللقاءات الثلاثة فقد خسر لقاءين وتعادل في واحد ولا يوجد أي رضى للجهاز الفني بقيادة دياز وكان لتصريح رئيس النادي حول استمرار المدرب وطاقمه علامة استفهام وهو ما ذكر انه سيغير الجهاز الفني في الوقت المناسب والله اعلم.
- احترم كثيرا اختيارات المدربين ويجب علينا كذلك، ولكن لفت انتباهي بعض الاختيارات التي تمت من قبل مدرب المنتخب بيتزي ومع كامل الاحترام والتقدير لجميع اللاعبين الا أنني أستغرب ضم كل من إبراهيم غالب وخاصة بعد أدائه المهزوز مؤخراً واللاعب وليد باخشوين الذي لم يكن مقنعا فنيا في يوم من الأيام، أما استمرار عمر هوساوي خاصة بعد كأس العالم (لا تعليق) اما سعيد المولد والجحفلي يوم In ويوم Out وفي كل الأحوال نتمنى منتخبا أفضل مما كان.
خاتمة: كلما كثرت تجاربنا في الحياة صغرت دائرة علاقاتنا مع من حولنا ليس تكبرا ولكن لأن التجارب تمنح الإنسان معايير أكثر دقة لانتقاء الأشخاص.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.