فهد بن جليد
تأثير حديث بعض الفنانين والفنانات وحتى المشاهير في اللقاءات التلفزيونية، أو من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، عن حياتهم الشخصية - برأيي - أخطر من أعمالهم الفنية وسلوكياتهم المنتشرة مهما كانت هابطة؛ لأننا نتابع تلك الأعمال في إطار فني محدد، بعكس أحاديثهم المباشرة، أو تصوير حياتهم الواقعية التي نعتقد فيها أنهم يشبهوننا ونشبههم بالفعل، وخصوصًا عندما يتحدث أحدهم عن تربيته وسط بيئة محافظة، محاولاً إقناعنا بأنه خريج (مدرسة عائلية) ملتزمة ثقافيًّا وأخلاقيًّا, وقبل ذلك دينيًّا.
هذا الأمر قد يشكِّل (تشويشًا فكريًّا) لدى بعض المتابعين من صغار السن تحديدًا، عندما يعتقدون أن (الإنتاج الفني) الرخيص الذي يقدمه هذا النجم أو تلك الراقصة هو نتاج طبيعي وانعكاس لمخرجات مثل تلك التربية الصحيحة، وليس شذوذًا عنها. ما سبق لا ينفي الأمر بالمطلق؛ فقد يكون بالفعل خرج من رحم أسرة عريقة محافظة، ولكنه بالضرورة لا يعني أن تلك التربية تتحمل ما يقوم به اليوم. الأفضل دائمًا - برأيي - أن يركز كل المشاهير في حواراتهم وأحاديثهم على (أعمالهم الفنية) فقط، وما يقدمونه للجمهور أو المتابعين دون الحاجة لإقحام حياتهم الشخصية في تلك المقابلات، وإيهامنا بأنهم نماذج رائعة، يُقتدى بها، مع تقديري بكل تأكيد لكل إنتاج فني إبداعي خلاق بعيد عن الإسفاف والرخص. وهذا دور مَن يستضيفهم ويحاورهم على الشاشة. أما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي المباشر فيعتمد على مدى فهم المتلقين الشباب (لفذلكة) بعض هؤلاء المشاهير الذين يحاولون تسويق أنفسهم أكثر، وتلميع أسمائهم بهذه الطريقة.
الانبهار بمثل هذه المصطلحات التي يرددها بعض المشاهير والفنانين يعيدنا إلى فهم وتفسير مصطلح (عائلة محافظة)، وهل هناك عائلة (غير محافظة) أصلاً؟ أم أن حدود الوصف والتصنيف بالمحافظة وآدابها متغيرة ومتباينة من ثقافة لأخرى؟ ما يجعل الجميع يعتقدون في نهاية المطاف أن تربيتهم تمت في (بيئة محافظة), مهما كانت نظرة الآخرين إليها؛ ليبقى السؤال الأهم: مَنْ له الحق أصلاً في منح (الألقاب) أو منعها؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.