خالد الربيعان
في بداية التسعينيات كانت اليابان لا تعرف عن كرة القدم إلا ما يعرفه المواطن الهندي عن كرة القدم! لا اهتمام بها بالمرة، مواعيد المباريات الأوروبية أصلاً كانت تأتي في موعد نومهم؛ لذلك كانوا لا يتابعونها مباشرة. وكما أن الهند تفضل الكريكيت على الكرة كان اليابانيون لا يلعبون بشكل قوي إلا البيسبول الأمريكية أو كرة القاعدة.
ثم جاء اليابانيون بفكرة.. وللحق إنهم ثاني الدول لحاقًا بإنجلترا في النهضة بكرة القدم بمعناها الحديث، وإن كانت ليست بالنجاح نفسه، ولكن قياسًا بأن كرة القدم لعبة غير شعبية فقد نجحت التجربة. التجربة النهضوية اليابانية كانت متبناة من القيادة السياسية، ثم نفذتها على أرض الواقع القيادة الرياضية. اتبع الاتحاد الياباني إجراءات بدائية للغاية حتى يرسخ مفهوم الرياضة والاحتراف في كرة القدم.
تأسيس البنية القانونية وهيكلة بطولات الدوري والكأس، أنظمة الأندية، قوانين التعاقد، مبالغ انتقالات اللاعبين.. والأهم والأول هو الاهتمام بشكل كبير جدًّا بالمواهب والناشئين الصغار؛ لأنهم رأوا أن الدول القوية في كرة القدم تعتمد على هذا: البرازيل - هولندا - نيجيريا - الأرجنتين - ألمانيا - فرنسا - إنجلترا.
والنتيجة كانت أن اليابانيين التهموا كرة القدم التهامًا، حفظوها وفهموها، وأصبحوا دولة جيدة فيها، نظموا مونديال في بداية الألفية بالاشتراك مع كوريا، ووصلوا فيه لدور الـ16، وخرجوا بشق الأنفس بعد أداء مشرف، ووصلوا لنهائي كأس الأمم الآسيوية 5 مرات، وفازوا منها في أربع!
الاتحاد الخاص بكرة القدم ما يفعله من أمور وإصلاحات لا يمكن لغيره أن يفعلها؛ لأنها المنظمة المنوطة بتنظيم العملية الرياضية حسب تعليمات القيادة الرياضية، ومن خلفها القيادة السياسية. وهنا في المملكة لنا في تجربة «الطفرة» - كما أحب أن أسميها - سنة كاملة، تستطيع بيدك أن تلمس أن كل شيء تقريبًا في الرياضة تغير: الأندية وحالها القانوني والمالي، الدوري وتنظيمه ومستواه الفني، الدعم الكبير المعنوي من القيادة الرياضية الحكيمة، والمراقبة الصارمة في الوقت نفسه؛ الأمر الذي أزاح عبئًا نفسيًّا كبيرًا عن قيادات الأندية.
نحن في وسط انتخابات اتحاد الكرة السعودي الجديد بعد مسيرة ناجحة للمهندس عادل عزت، وكلل الله جهوده بفوزه بمقعد متميز في الاتحاد الآسيوي، والتمنيات للاتحاد السعودي القادم أن لا يكمل المسيرة بطريقة طبيعية، بل بمجهود مضاعف، وتبني سياسة الاحتراف الرياضي التي تتكون مفرداتها من: التسويق الرياضي؛ لأنه العمود الفقري للعملية الرياضية، ومصدر الدخل الأساسي لأندية كرة القدم الآن.
أخيرًا أقول: إن الرياضة السعودية في الفترة الراهنة تمر بمرحلة إعادة صياغة وتصحيح، وتسير هذه المرحلة بالطريق السليم، وتحتاج إلى مستوى تسويقي عالٍ من خلال دعم الاتحاد بالكوادر المحترفة تسويقيًّا.. وأن يكون قمة الهرم في الاتحاد من رجال التسويق الرياضي المخضرمين.
100 على 3!
الاتحاد الياباني صاحب أفكار رائعة، وصلت لعمل نشاط تسويقي جاؤوا فيه بميسي يسدد على حارس آلي. والأفكار التسويقية مبدعة، بداية من عمل قميص للمنتخب من الشركة الراعية أديداس، عليه رسوم للكابتن ماجد كما نسميه نحن، وهو إرث شعبي، وصولاً لعمل فعالية في احتفالات السنة الجديدة، جاؤوا فيها بـ3 لاعبين من المنتخب في مباراة أمام 100 طفل من الموهوبين. لعب الأطفال بطريقة 30/ / 30/ 30، وانتهت بفوز الكبار بالطبع؛ لأنهم الأكثر دهاءً!