علي الصحن
تستضيف السعودية، ممثلة في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي خلال الأيام القادمة اجتماعات كونغرس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، هذه الاستضافة دلالة على مكانة الإعلام الرياضي السعودي وقيمته وقدرته على حجز مكان متقدم بين نظرائه في القارة الصفراء، كما أنها تؤكد قيمة العمل الذي يبذله مجلس إدارة الاتحاد الذي يترأسه الدكتور رجاءالله السلمي، وقدرته على فرض تواجده رغم أنه لم يكمل السنة الواحدة على اعتماد مجلس إدارته الذي تم في الـ24 من ديسمبر الماضي.
بمناسبة هذا الاجتماع الإعلامي الرياضي المهم، وما يبذله الاتحاد السعودي من جهود في سبيل الارتقاء بالإعلام الرياضي المحلي، ومن ذلك ما قرره في أول اجتماعاته (تقديم دورات تدريبية متقدمة في الإعلام الرياضي بالتعاون مع شبكات تلفزيونية عالمية، وإقامة دورات تدريبية لمديري المراكز الإعلامية بالأندية في أشهر وأكبر الأندية الأوروبية، وزيادة عضوية الإعلاميين السعوديين في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية والاتحادات المماثلة) أرى ضرورة تفاعل وسائل الإعلام بقنواته المختلفة المقروءة والمسموعة والمشاهدة مع هذا الحراك، والعمل على تطوير أدواتها وأساليبها مع توجهات الاتحاد، وتمشياً مع رؤيته التي نصت على (إعلام رياضي مهني وقادر على مواكبة رياضة محترفة) وتعاوناً على تحقيق أهدافه المختلفة، التي ترمي إلى النهوض بالإعلام الرياضي، ورعاية كوادره والارتقاء بمستواها المهني تأهيلاً وتدريباً، مع السعي إلى بيئة مناسبة لتقديم ما لدى هذه الكوادر بكفاءة وجودة عاليتين.
الإعلام الرياضي اليوم وبالذات المشاهد منه ليس هو الإعلام الذي يطمح له كل رياضي سعودي، ومعظم البرامج التي تقدم ليست قادرة على فرض حضورها وقيمتها واستحقاق مداولة ما فيها من آراء ومناقشات، في معظم البرامج لاتعرف مَن الضيف مِن المضيف، ولا تدري ما هو موضوع الحوار الذي يدور بينهم، وفي معظم البرامج لا يوجد متخصصون يتحدثون في الأمور التي يعرفون خفاياها ويزاولونها فعلياً، بل تجد مجرد ضيف لم يمارس الإعلام المهني الحقيقي طيلة حياته، ويقدم على أنه إعلامي أو ناقد رياضي، يتحدث في كل شيء وعن أي شيء!!
في معظم البرامج لا توجد لغة تعلو على لغة الصراخ في سبيل الإقناع، دون البحث عن الحجة البالغة التي تكون قادرة على اقناع من يخالف الرأي بهدوء، وفي معظم البرامج يتم تسطيح الأفكار، ومهاجمة الآخرين، والتقليل من مكتسباتهم، مع عدم منحهم حق الرد والنقاش بأسلوب مثالي مقبول، وعن معظم البرامج صد إعلاميون لهم شنة ورنة في تاريخ الإعلام الرياضي، ولم نعد نشاهدهم في أي برنامج إلا لماماً لأنهم ببساطة لم يجدوا البرنامج الحقيقي الذي يحترمهم ويحترم المشاهد، ويجعلهم شركاء حقيقيين في صناعة محتوى يفيد الناظرين.
ما هي المشكلة؟ من وجهة نظري أن على القائمين على القنوات الفضائية أن تعيد دراسة واقع البرامج المقدمة عبر شاشاتها، وأن يدركوا أن المشاهد قادر على فرز الغث من السمين، وأن يكونوا هم قادرين على فرز ضيوفهم ومحلليهم الحصريين، ثمة ضيوف يملكون الأسلوب والمعلومة وحسن المنطق بجانب التخصص، وثمة من يفقد ذلك بعضه أوكله، وعليهم أيضاً اختيار أكفاء مؤهلين لإدارة هذه البرامج والإعداد لها... الحقيقة أن ما نشاهده في مقاطع متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي يجعلنا نتساءل: هل يُقدم ذلك فعلاً على قناة فضائية رسمية؟؟.
أعود إلى حيث بدأت وأقول: إن اجتماع الاتحاد الآسيوي للإعلام الرياضي في السعودية، وجهود نظيره السعودي تجعلنا أن نأمل أن تتحرك القنوات المختلفة لمسايرة الركب، والدخول في شراكة حقيقية لتحقيق كل الأهداف، والمساهمة في صناعة إعلام رياضي حقيقي يجمع ولا يفرق، ويقدم الفائدة المتوخاة منه، إعلام نزيه مثالي يضرب به المثل ويتخلص من كل ما يسيء إليه ويقلل من قيمته.