فهد بن جليد
موقف بعض الآباء مُحزن هذه الأيام، مع تراكم أقساط العام الدراسي المُتأخرة، ومُطالبات رسوم العام الدراسي الجديد، هو يُريد أفضل حياة لابنه أو ابنته - لا أحد يلومه في ذلك - لكنَّه لا يسلُك الطريق الصحيح، لذا وضع نفسه وأطفاله في موقف مُحرِّج للغاية، ما يُهدِّدُ بدء العام الدراسي الجديد بالشكل المأمول، إمَّا لعدم وجود الإمكانات المادية الكافية لدفع الرسوم، أو لسوء التخطيط المالي للأسرة، وهي تمرُّ بمناسبات وأعياد وإجازات، ما جعل المُطالبات تتراكم، وبعض النفوس تضيق.
المشهد لا يخصُّ المدارس الخاصة وما يجري في أروقتها هذا الأسبوع، المستشفيات الأهلية هي الأخرى تشهد صوراً ومواقف مُماثلة، ما الذي يدفع مواطناً لترك «التعليم المجاني» و«العلاج المجاني» والبحث عن العلاج في المُستشفيات الأهلية أو إلحاق أبنائه بالمدارس الخاصة؟ وهو - غير مُتأكد - من كفاية قدراته المادية؟.
ستتطاير في ذهنك العديد من الإجابات، جودة «الخدمة»، نوعيتها، سهولتها، سرعتها.. إلخ، ولكن لهذه الميزة تكلفة لا بد من دفعها, مع العلم أنَّ هذا لا يعني بأنَّ كل المستفيدين من «الخدمة المجانية» في التعليم والصحة، غير قادرين على دفع رسوم أفضل المدارس والمُستشفيات لأبنائهم، ولكن هذا خيارهم للاستفادة ممَّا تقدمه الحكومة من مِّيزات «مجانية» للمواطن، بالمُقابل هناك - غير مُقتدرين - مالياً، ولكنَّهم يفضلون تدريس أطفالهم في المدارس الخاصة، وعلاجهم في المُستشفيات الأهلية، وهذا خيارهم أيضاً ورغبتهم التي يجب أن تُحترم مهما اختلفت ظروفهم، وتنوعت أسبابهم.
الأهم في كلتا «الحالتين» أن لا نُحمِّل الآخرين تبعات خياراتنا، عندما لا نستطيع الوفاء بالتزامات الخدمة «الخاصة» التي اخترناها رغم وجود البديل، أو التذمُّر من تحمل طبيعة وآلية الخدمة «المجانية» غير المدفوعة، والتي لا نُقلِّل من أهمية تجوِّيدها وتطوِّيرها للأفضل.
وعلى دروب الخير نلتقي.