د. خيرية السقاف
إن الاطمئنان حين يسود في أي مجتمع بشري فإن وتيرة حياة الأفراد فيه، وكيفية أدائهم، وحاصل إنجازهم، ستتفوَّق فيه النتائج كثيرًا عن تلك في حياة أفراد مجتمع يغيب فيها الاطمئنان..
ذلك لأن الاطمئنان سيد الحافز، وعجلة الفعل، ونبضة العزيمة، وبساط الآمال، وطريق التنافس، فالذاتي منه يُسيِّد الرضا، ويؤسس القناعة، ويشحذ العمل وفق قدرات، وإمكانات الفرد، حيث يكون المصفاة من شوائب القلق..
فكل مطمئن فاعل، وواثق، وماضٍ في مساره، لا يتوقف له عزم، ولا تخذله أسباب..
فماذا حين يتحقق الاطمئنان في مجتمع بكلَّه؟!..
ماذا حين يسود بأنظمة واضحة، قائمة على العدالة، وإتاحة الفرص للجميع، لا فجوة لمارق، ولا نافذة لهارب، ولا سبيل لمتجاوز؟!
كل فرد يحصد نتائج عمله، وكل فرد مسؤول عما يعمل؟!
حين النظامُ مسطرة أمان، وتطبيقه مكيال ميزان؟!..
إن الإجابة لدى الفاحصين آثار المتغيرات النافذة في مجتمعنا، من خلال تطهير المرافق، وتفعيل العقوبات، وفرض احترام القوانين، وإشاعة الحقوق، ومنح الفرص، وإشراع بوابات التنافس، والطموح، وتجديد الموارد، وضخ روح الشباب في شرايين الأفراد تفاعلا، وحيوية، في الأداء العملي بمختلف قنواته، ورفع سقف الشراكة العامة..
وفي ضوء صرامة النظام في التصدي بقوة لأرتال الفساد، بالقضاء على بذوره، وشجره، وزارعيه، والمتاجرين به، والمكتسبين عنه..
وبمد يد القرار النبيه إلى شُعب مرجان القدرات، وبثها في مفاصل المجتمع، وغوصه،
فصيده لأجمل منابتها، وتعزيز همم الأفراد بها، أصبح الكل في المجتمع طامحا في العطاء، ساعيا للنهوض، آخذا بزمام المبادرات، والإنتاج في اطمئنان تام، ورضا كبير..
فكل فرد، ومن ثم جميع الأفراد مطمئنين لنتائج جهودهم، متطلعين لمنجزات تفوقهم، ساعين لمواكبة تنمية مجتمعهم، ساعين لبلوغ غايات رؤية ناهضة، أول دعائم نجاحها هذا الاطمئنان العام، أمنا، وسلاما، وحقوقا، وعدالة، وفرصا، ومضمارا شاسعا لا يكبو فيه فارسٌ هدفُه نهضة مجتمعه، ولا يتعثر فيه ساعٍ في طريقه ليس من أحد يجرؤ على أن يفسد عليه المسار!!..
لا فساد، ولا سلب حقوق، لا تورية، ولا مجازفة،
فالنظام سيدٌ، وخطوطه طرقٌ واضحة، وإشاراته حدودٌ ضابطة، المسار للجميع، والنظام ضامن، دقيق، أمين لكل فرد..
هو ذا جذر الاطمئنان المثمر،
أس النجاح الفاعل،
الحارس عند النوم، والمصاحب عند النشور..
هو مظلة شمس الوطن،
الشارقة نهضةً، الحارقة فساداً.