مها محمد الشريف
لا يمكن أن يكون السؤال المتقدم في العنوان هامشياً، أو سياقاً لمضمون التعريف، ولكنه يحمل مشروعاً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وينصاع إلى تلك الأحداث السياسية المتقلبة ونحن على مشارف عام هجري جديد وهناك الجزء الأكبر على ضفاف الأمل يقف بيد أن التقدم وئيد في الساحات التي توشك أن تقرع طبول الحرب، ولن تستطيع بسط العشب على الصخور، وعلى هذا النحو ينتظر الكثير إجابة مباشرة.
ولهذا السبب يضيف العالم للأحداث أحداث أصعب وأعتى، تجعل الموت محمولا مع الأمتعة، فقد أظلمت الدنيا وغمرت الأرواح بمآسي الحرب في الوطن العربي؟، ليتنا فقط حققنا جزءا يسيرا مما حلمنا به، فقد جدفت الشعوب المنهكة باتقاد وقتا طويلاً، وصمدت أمام أمواجاً متصاعدة مفزعة، ولكنها خشيت من أحلامها البسيطة أن تتجمد رعباً قبل قصفها.
ومن الأهمية بمكان التذكير هنا بأن منطقة الشرق الأوسط ترزح تحت وطأة التباينات الحادة في القدرة على التحرر من الدول صاحبة السطوة والنخب الاقتصادية والمجموعات المنظمة التي تدير دفة المصالح التجارية، حيث لا يوجد هنا غير هيمنة دولية تقدم خيارات متعارضة.
ويعني هذا الأمر، أن الأعوام تمرأكثر سرعة في عصرنا هذا وكأن الأحداث لا تتغير بل متوقفة، فمن المرجح أن تتشابه الأيام والشهور إلى حد كبير إذا كانت التحديات خطيرة، وصياغة كل شيء يطلق عليه تسمية مصالح. بإمكاننا أن نضيف إلى التقويم الهجري تاريخا جديدا تبدأ معه إشارة أخرى بإيقاف الظلم والعدوان على الشعوب المكلومة ومن السلطة الديكتاتورية التي قتلت آلاف.
لا غرابة لو افترضنا في العام الهجري الجديد، أن الأوغاد والإرهابيون والمستعمرون غادروا العالم، وتوقف العقل المدبر لكل جرائم الأرض عن الحياة، واختفت السيارات المفخخة من الشوارع، كيف ستكون منطقة الشرق الأوسط ؟، قطعا ستكون آمنة.. مستقرة، ويشترك الجميع بالمسؤولية حيال ما يجري ويبلي حسناً، وما يمكن إدراجه تحت بند الافتراض لكان الأمر حتى أخطر من أن نفكر فيه ونفترضه، فإذا قلنا : لو لم يكن في المنطقة حقول نفط وغاز، هل يتركوا لنا منطقتنا في سياقها وتداعياتها؟.
لنأخذ بلداً مثل سوريا كمثال، هي التي كانت تعيش في مأمن من الأطماع ولكنها تدهورت بعد المسح الجيولوجي الأمريكي والتركي لحقول احتياطي الغاز الكبيرة، حيث لو تم استخراجه لجعلها ثالث بلد مصدر للغاز في العالم، وكذلك نفط العراق الذي يعتبر ثاني أكبر خزان نفطي في العالم، وايضاً ليبيا هي الأكبر في قارة أفريقيا لديها احتياطيات نفطية ضخمة في العالم.
كل هذا، وأكثر منه بكثير، شعوب هذه الدول الثلاثة على وجه التحديد أفقر شعوب العالم وأشقاهم، لم يعد لمعظمهم مأوى يختبؤون فيه من الحرب الشرسة التي تفتك بهم للاستيلاء على ثرواتهم بمساعدة أنظمتهم الحاكمة، ولكن دعونا نقتصر اليوم على التفاؤل بعام جديد وبوسعنا أن نعيش الحياة بالأمل والدعاء لهم، وأن يكون هذا العام الهجري - عام سلام وأمن وأمان - وقد يشكل حافزاً لرؤية العالم بمنظار المسؤولية، ودرجة كبيرة من الثقة بالله أن يجعله عام خير ونصر ورخاء على قيادتنا ودولتنا وقواتنا العسكرية في اليمن.