د.عبدالرحيم محمود جاموس
تركيا قدمت مساعدات لقطاع غزة ماقيمته خمسة وثلاثون مليون دولار ورفعت حماس صور اوردوغان على واجهات المتاجر والأسواق، في حين سلبت تركيا من قطاع غزة ما قيمته أربعة ونصف مليار دولار عبر تسهيل انتقال عدد كبير من رجال الأعمال من غزة إلى تركيا ومعهم رؤوس أموالهم للاستثمار في تركيا، يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في تركيا اليوم حوالي مائة وخمسة عشر ألف ومعظمهم ممن يحملون الوثائق المصرية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.
بسبب الأوضاع الاقتصادية السائدة والمتفاقمة يوما بعد يوم، وبسبب حكم حركة حماس ومانتج عنه من فرض الحصار الظالم على قطاع غزة وماتعرضت له من حروب ثلاثة ظالمة ودامية ومدمرة...أدت إلى ما أدت إليه من قتل ودمار وتفشي للبطالة وهروب لرؤوس الأموال.......الخ ومن نتائج يئن تحت وطأتها قطاع غزة وتحكم المتنفذين فيه في قلب الهرم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فيه رأسا على عقب..
كل ذلك يضع قطاع غزة أمام كارثة مربعة الأضلاع...
فمن المستفيد من هذه العلاقة الاقتصادية السياسية المختلة الأتراك أم الفلسطينيين في قطاع غزة ياترى؟!
إن الانقلاب الذي قامت به ميليشيات حماس واستمرار تمسكها بنتائجه هو المسؤول الأول عن إنتاج هذه العلاقة المختلة .. وأتاحت لتركيا ولغيرها المساهمة في تعميق الأزمة وإن بدا أن المدخل لتدخل وعبث الكثيرين البوابة الإنسانية التي باتت أكبر وأوسع من كل البوابات لتغطي على جوهر الإشكاليات والمتمثلة في الانقسام والانقلاب والحصار واستمرار تحكم الاحتلال الذي حول قطاع غزة إلى سجن كبير ...
إن مشكلة غزة ليست مشكلة ذات بعد إنساني فقط.. وإنما هي بالأساس مشكلة سياسية بامتياز.. لايمكن حلها إلا بإنهاء الانقلاب والإنقسام ونتائجهما واستعادة الوحدة الوطنية الجغرافية والسياسية الفلسطينية والعمل على إنهاء الاحتلال الصهيوني وإفرازاته في الأراضي الفلسطينية بكل اشكالها العسكرية والاستيطانية والاقتصادية...
متى تدرك القوى الفاعلة والمتحكمة في الشأن الفلسطيني هذه الحقائق الساطعة.. وتعمل على اساسها لإنقاذ غزة وكل الشعب الفلسطيني من هذا الوضع الشاذ سياسيا واقتصاديا...؟!
ومتى تكف القوى الإقليمية والدولية عن ممارسة لعبتها العبثية في الاستثمار بمعاناة الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في بقية الأراضي الفلسطينية.. وأن يتم التعامل مع فلسطين الشعب والقضية تعاملا مبدئيا وسياسيا وقانونيا بما يمكن الشعب الفلسطيني من انتزاع حريته واستقلاله..!