د.عبدالعزيز الجار الله
هذا العام قد يكون من الأعوام المختلفة في الحالة التعليمية، لقد شارك في بداية يوم الأحد الماضي معظم أمراء المناطق والنواب ووكلاء الإمارة، بالإضافة إلى وزير التعليم ونائبه وباقي قطاعات الدولة إما بالزيارة المباشرة للمدارس أو بالتحفيز والرسائل الإعلامية، لم يعد بداية العام الدراسي من الشأن الخاص بكل وزارة، أصبح مسؤولية الجميع لأنه مرتبط بالأسرة والأسرة هي رباط جأش المجتمع وهي المكون له، فاستقرار الأسرة يعني استقرار المجتمع بكل فئاته.
من المصلحة العامة أن لا يحدث في التعليم العام والجامعي أي خلال أو مشكلات، لأنه مرتبط بأكثر من (5) ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، و(1) مليون طالب وطالبة في التعليم الجامعي، و(600) ألف معلم ومعلمة في التعليم العام، و(100) ألف عضو هيئة تدريس جامعي، إضافة إلى (4000) منشأة تعليمية مدرسة وإدارة تعليمية في التعليم العام، و(42) جامعة سعودية يُضاف لها الكليات المدنية والعسكرية، و(50) مدينة جامعية، و(170) مجمعاً أكاديمياً جامعياً بالمدن والمحافظات، و(16) مستشفى جامعياً.
هذه الإحصاءات قد تعود إلى قبل (5) سنوات، وتوقف تحديثها بعد دمج التعليم العالي في التعليم العام لتكون وزارة واحدة، إنما تقدم مؤشراً إلى مدى حجم الانتشار الوظيفي والسكاني والمعماري على خريطة الوطن، وهذا يتطلب من أمراء المناطق ومن المحافظين ورؤساء المراكز أن يكون لهم دور في بداية العام الدراسي، ونحن تعلّمنا من موسم الحج أهمية تعاون القطاعات مع وزارة الحج ومع إمارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتهيئة الظروف لإنجاح موسم الحج كل عام، لذا لا بد أن تستفيد وزارة التعليم من تجربة موسم الحج وتدرب طواقمها وإدارات التعليم على الاستعداد للعام الجديد، حيث يبدأ من بداية العام السابق، وأن العمل تراكمي وتعاوني مبكّر ما بين الوزارة وبين المؤسسات والشركات التي توفر المستلزمات المدرسية وتسديد الاحتياج من مبنى ومعلم ووسائل التعليم بما فيها المقرر الدراسي.
وزارة التعليم في الأعوام الطويلة شهدت بعض النجاحات وأيضاً الإخفاقات بسبب التخطيط والعطلة الدراسية وموسم إجازات المسؤولين، وهذه مشكلة يعانيها التعليم، لكن مساندة الجهات تسهم في تجاوزها.