أمل بنت فهد
يمكن للعاشق أن يؤذي من يحب، يمكنه أن يدمره رغم سلامة نيته، يمكنه أن يجرحه ويحرجه حين يجهله، فحتى العشق رغم أنه قداسة الشعور إلا أنه يمكن أن يدنس بالانفعال حين يكون ثورة واندفاع دون فهم، ودون تعقل وحكمة.
والعاطفة الوطنية وحدها لا تكفي، دون رعاية لها، وفهم لأبعادها، وكيف تصان وتحفظ من غضب الطيبين، ومن دسائس الخونة والأعداء.
وبلمحة سريعة يمكن أن تلاحظ كمية الاحترام، والحب، والفخر، لمن عرف من هي المملكة العربية السعودية، وتلاحظ أيضاً أن حملات الإساءة والكيد لم ولن تخمد، لأن مكانة السعودية في العالم الإسلامي، والعربي، والعالم، عظيمة، ودورها في السلام ليس حباً وأماني، بل أفعال كبار، وجهود جبارة، وخطط بعيدة المدى، ويصعب على محدودي النظر، والحساد، والأعداء، أن يلحقوا بمداها، لذا يحاولون في أي فرصة أن يعرقلوا طريقها، بأي ذريعة.
لذا فإن السعودي والسعودية، ومحبي هذه الدولة الكريمة، أمامهم مهمة حساسة وبسيطة، من أراد فعلاً أن يظهر الاحترام، والحب، والولاء، فإن عليه أن يختار الوسيلة التي تناسب تلك المكانة، وأن يعلم أن محاولات الاستفزاز التي تظهر بين الحين والحين، كلها محاولات العاجز للنيل منها، ومن رموزها، وشعبها، والتشكيك في النوايا السعودية، بالكذب، والتزييف، وقلب الحقائق، كل ذلك يدعو للغضب، ويستفز العواطف، وعلينا أن نكون بمستوى الدفاع، ونتعلم الحكمة من مصدرها السعودي.
فالتاريخ لم ولن يسجل رداً منفلتاً من السعودية، بل كانت السعودية مضرب الأمثال في الهدوء والحكمة، وتحمل المراهقات السياسية، والكذب السياسي، وهكذا تكون عادة مواقف الكبار، إنهم يمنحون الآخر فرص كثيرة، في سبيل المصلحة العامة، وحين يقررون الرد، فإنهم يسحقونهم فلا يبقى لهم باقية.
لذا تعلم أيها العاشق لوطنك كيف يكون الذكاء الوطني، اعرف وطنك، وقدمه بالأرقام والحقائق لمن جهله، ولا يستفزك صراخ المارة، فإن الشوارع ليست مجالاً لسرد حكاية الوطن، ولا جمهور المرتزقة جمهور يستحق الوقوف، أو الالتفات.
كن راسياً، هادئاً، متسلحاً بالمعلومات، القديمة والجديدة، وتعلم أين ومتى تتحدث، ولمن تتحدث، لا تنجر خلف المدفوع لهم لإخراجك من هدوئك، لأن هدفهم تصويرك للعالم على أنك قاسٍ، وهمجي، منفعل، وغبي، فلا تمنحهم ما أرادوه بسبب عواطفك المجروحة.
ترفع عنهم فإنك سعودي، وتعرف وطنك، وتحترم البشر، وتحفظ صورتك أمام العامة، حتى لا تنعكس على حبك بالضرر.
تعلم من رموز دولتك معنى الرد المفحم، وفخامة الاعتزاز بالحكمة، لتكن حين تتحدث عن الوطن، بحجم الوطن، ولا تقبل أقل من ذلك بالرد على الصغار والمشردين والخونة، فإنهم يعانون من فقد الكرامة كثيراً، ولا كرامة لخائن في أي مكان من العالم، فهو أداة بيد أحدهم، متى انتهت مهمته، سيبحث عن ملجأ جديد.