فهد بن جليد
الرجل الذكي هو «الرجل الصبور» الذي يمنح زوجته «وقتاً كافياً» ليستمع إلى جميع تعليقاتها، وانتقاداتها -في نهاية اليوم- حول ماذا قالت «فلانة وعلانة» وكيف أنَّ زوجته «أنموذجاً فريداً» من بين النساء في حفظ المال والقناعة والتواضع، وعدم نقل الحكي أو إشعال حرائق الفتنة .. إلخ.
الإنصات -بلا ملل- لسماع كل ما يمكن تصنيفه تحت بند «الحش والنميمة» برحابة صدر، وحماس وتأييد، يُساعد المرأة هنا على إفراز هرمون «السيروتونين»، الناشر للسعادة، والخافض لمستوى التوتر، وزوال القلق، وتخفيف المشاكل العائلية والزوجية -المسألة علمية بحتة- نشرها باحثو الاجتماع وعلم النفس في «جامعة هارفارد», الذين توصلوا إلى «شغف» النساء بمناقشة «حياة غيرهنَّ» بكل تفاصيلها، مع شيء من المُقارنات، إضافة إلى المفعول السحري والمزاجي عندما يقمن بإفشاء «الأسرار» التي طلب منهنَّ كتمانها, وأنَّ نقل الشائعات والأخبار غير الموثقة يُساعدهنَّ أكثر على الاندماج في حياة سعيدة, عكس حياة الرجل الذي يطلب من زوجته التوقف عن هذا النوع من الأحاديث, وعدم تناول تفاصيل حياة الآخرين، والكف عن نشر الأسرار والشائعات -هنا- عليه أن يتحمل تبعات «غضب وتوتر» الزوجة, وتحولها فوراً إلى التذمر والتذكير بجميع مطالبها «بتحسين» حياتها الاجتماعية والمادية، وتلبية طلباتها المُتراكمة والمنسية, أسوة بغيرها من النساء.
المسألة -شبيهة تماماً- بما يحدث للموظف الذي يعمل لحساب «مُدير نمام»، عندما يشعر بصحة نفسية أفضل, ورضاء وظيفي ضمن روح الفريق الواحد، أحاديث الثرثرة في أوساط الموظفين ونشر المُدير للنميمة, له علاقة برفع «الروح المعنوية» والولاء الوظيفي لديهم، خصوصاً عندما تكون تلك التعليقات «إيجابية» عن آخرين غائبين، إمَّا عبر مجموعات «التواصل الشخصية», أو حتى خلال ساعات العمل، باحثون من جامعتي «سالفورد» الإنجليزية, و»تشينجتشي» التايوانية، يؤكدون أنَّ «المُدير الثرثار» يُساعد في انتماء والتزام موظفيه، وإيمانهم بجدوى «خططه الإدارية» عكس المُدير «الصامت», ولله في خلقه شؤون!.
وعلى دروب الخير نلتقي.