فهد بن جليد
التغريدات والإجابات والتعليقات والرسائل التي تحوي عبارات «فضفاضة وملتوية»، ستواجه احتمالات وتفسيرات واسعة لها « أوجه مُتعِّدة», وستبقى مصدر تخوف وتوجّس عند «المُستقبِل», قد يستخدمها البعض بشكل «غير مُتعمد», نتيجة نقص الخبرة اللغوية, فيما يتعمد آخرون جعل رسائلهم وتغريداتهم وتعلقياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها «غير واضحة» دائماً, إمَّا بحثاً عن الإثارة والضجَّة ومزيد من الشهرة, أو أنَّها بالفعل تعكس واقعهم ومواقفهم «غير الواضحة» والمُتأرجحة.
الرسالة المباشرة والقصيرة واضحة المعالم وبسيطة الألفاظ, تدل غالباً على الصدق, وهي «فن» له مُحترفوه تدفع مُقابلة المؤسسات التجارية, حتى تسهل وتبسط إجراءات المُتعاملين معها, يقال إنَّ مدير إحدى الشركات العملاقة كان يستمتع بكثرة اتصالات الزبائن - في كل مرة - يتم فيها إصدار مُنتج جديد, ويعدُّ هذا نجاحاً كبيراً، رغم ما يدفعه من تكلفة إضافية لزيادة « موظفي السنترال», وما يبذله من جهد لتدريبهم على الإجابة على استفسارات وأسئلة المُتصلين - حتى اكتشف يوماً عن طريق أحد الموظفين - أنَّ 80 % من الاتصالات «الواردة» هي نتيجة صعوبة فهم «إرشادات الاستخدام», وأنَّه بالإمكان تخفيض كل هذه التكلفة الكبيرة, والتخلص من كل هذا الإزعاج إذا ما قام باستبدال «دليل الإرشادات» بآخر مُبسط, لغته واضحة ومباشرة, مع بعض الرسوم التوضيحية, وهو ما تم بالفعل وزاد من أرباح الشركة, ورضاء المُتعاملين.
دائماً اجعل رسالتك واضحة ومباشرة, تحدث «بأبسط لغة» حتى يفهمك الجميع, وتحقق هدفك الذي تريد الوصول إليه, تذكر أنَّ هذا لا يعني السماح «بالفضاضة» في استخدام عبارات جارحة, أو البعد عن «الدبلوماسية اللفظية» الراقية, هناك مهارة و»خيط رفيع» يجب الإمساك به دوماً, فكل الرسائل يمكن إصلاحها وإعادة صياغتها حتى تصبح أكثر وضوحاً وفهماً لدى الآخرين في أيٍّ من مراحل العملية الاتصالية - عدا - تلك الرسائل والتغريدات والتعليقات والإجابات التي تخص «الوطن ومواقفه», فهي تفضح «المُتلوّنين» مهما حاولوا الاختباء خلف عبارات وتعليقات وتغريدات «فضفاضة», تحمل أكثر من معنى وتفسير, حتماً سيظل أمثال هؤلاء «عراة» على جبال الحقيقة.
وعلى دروب الخير نلتقي.