عبد الله باخشوين
** (التاريخ.. سيكون لطيفاً معي.. لأنني سوف أكتبه)!!
وعلى ما كتبته منه -حتى ذلك الوقت من عام 1953- حصل ونستون تشرشل على جائزة (نوبل للأدب)..
وكان ذلك حدثاً غريباً.. على تقاليد (نوبل) التي تمنح لأهل الأدب والثقافة وحصل عليها كثير من العمالقة قبل وبعد ذلك العام، وإن كنا في العربية لم نقرأ سوى (مذكرات تشرشل) إلا أن تاريخ هذا الرجل الفذ كان يسبق الجائزة ولم يكن ينتظرها لينال شهرته ومجده.
وخلال جولة صحفية شملت معظم مدن بريطانيا.. أتيح لي وبعض الزملاء فرصة زيارة قصر (بلينهايم) الذي ولد فيه تشرشل عام 1874 والذي يعد الآن واحداً من أهم المعالم السياحية لارتباطه بمولده.
أما نوبل التي مضت جائزة الأدب -منها بين مد وجزر وتأييد ومعارضة فقد وصلت إلى طريق مسدود اضطرت معه لحجب جائزتها هذا العام.. بعد أن كانت قد ذهبت في العام المنصرم للمغني والشاعر الأمريكي الشهير (بوب ديلان) باعتباره شاعراً وموسيقياً ملهماً ومجدداً.. وهو كذلك بالفعل حيث إنه من الفنانين القلائل في العالم الذين تفرغوا لتسجيل التاريخ الحي للإنسان الأمريكي من خلال رصد المشاعر الإنسانية.. وتسجيل النبضات الصغيرة التي ترصد شرارة المشاعر الخفية التي لا تكاد تبين وتدون رحلة الإنسان الطويلة ومتاعبها شديدة الذاتية والخصوصية وتنقلها إلى آفاق إنسانية عامة تنتقل عدواها لكل من يستمع إليها.
رغم هذا يصعب علينا -اليوم- أن ننعى الأدب والثقافة المرتبطة به.. ويصعب علينا القول إن العشر سنوات الماضية -عربياً على الأقل- قد تأكد خلال احتضار فنون (القول) فبعد أن كان الشعر والقصة والرواية والنقد -ربما- تحمل ضمير الأمة وتتنبأ وتحدس وتؤشر.. وتقدم وجهات نظر متقدمة على الأحداث وسابقة لتحولاتها.. وبعد أن كان الفن والإبداع صوت الحقيقة الذي يكشف ويعري ويضيء.. أصبحت الثقافة غريبة ومتخلفة.. وحتى على مستوى (وسائل التواصل الاجتماعي) لا نجد ولا حتى صوت واحد ملهم ومبدع وقادر على الوصول للناس بحس جديد ورؤيا جديدة أو متقدمة تشرح وتحلل وتفسر أسباب كل هذا (الغم) الذي حل بالبلاد والعباد.
شيء غريب بالفعل أن يتحول فنان طليعي مثل زياد رحباني من صوت وطني إلى بوق لقناة (المنار) وحزب الله هذا على سبيل المثال فقط.. أما على المستوى الثقافي العام.. فأطلب من زملائي الأدباء والمثقفين والفنانين أن يدلوني على الأصوات الطليعية ومساهماتها وطبيعة دورها الإيجابي في كل ما مرّ ويمرّ بالعرب من أحداث وتحولات.
أرجوكم دلوني على عمل يحمل ولو بارقة أمل.