نوف بنت عبدالله الحسين
تناولت في المقال السابق تعبير البيع كمجاز عن الأشخاص الذين يتخلون عنك أو يتعبك قربهم... لكن هناك من يستحق أن تشتري معرفته والجلوس معه والاستزادة من علمه ومعرفته...هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يؤذوك...لأنهم يعرفون حقاً قيمتك وبالتالي لن يفرطوا بك مهما حدث...هؤلاء هم قبس من نور...وثمنهم غالٍ جداً...بل هم في الحقيقة نادرون ونوعيون...تهمهم العلاقات الإنسانية ويحرصون على استمراريتها بسلام وطمأنينة... يساندون ويدعمون...يفخرون بك ويثنون على ما تقوم به...يدفعونك قدماً للأمام...
بمثل هؤلاء تطيب الحياة...ولمثلهم نفرح وبهم نزهو...فلطالما كانوا هؤلاء النادرين هم التوازن الذي يصيبنا بقربهم...لأنهم يهوّنون المصائب ويسهّلون المصاعب...ويقوون من عضدك ويوجهونك بصورة جميلة ومبهرة....
لهؤلاء كل التحايا والتقدير...وبهم نصعد ونرتقي...ولأنهم بهذا الجمال لابد أن نحافظ عليهم...أن نشتري قربهم وودهم ورضاهم.... أن لا نفسد على أنفسنا روعتهم وأن ننعم بأجمل صحبة معهم...وأن لا نخذلهم مهما بلغ الأمر....
فلنتعلّم منهم كيف يكون الثمن الباهض في قيمة الشراء لمن يشكّل لديك قيمة مرتفعة... لأن النبل معدنهم والأصالة منبعهم...ولابد أن نعرفهم حق المعرفة...أن نعرف صفاتهم...أن نستوعب مبادئهم وقيمهم....وذلك لا يكون إلا من خلال المواقف...وبناء الأساس يكون من خلال الصدق والاحترام المتبادل والثقة...فإن كانوا يستحقون قيمتهم فمبروك عليك وجودهم في حياتك...
أكرر...هم فصيلة نادرة جداً جداً... لكنهم موجودين...فإن صادفت أحدهم...هنيئاً لك...اشتر وده ومحبته وصداقته... وانعم بأجمل صفقة تفوز بها روحك...إنها الرفقة الصالحة.