الأيام لو زانت وزانت نفوعها
لا بد ما تطفي وتطفي شموعها
لا بد من وقتٍ تغيَّر ملامحه
يقوله اللي خايفٍ من وقوعها
يقوله اللي شايفٍ شوف ريبه
شاف الليالي ما تكمِّل أسبوعها
دنيا تغيِّرنا وهي ما تغيَّرت
تروع صاحبها وهو ما يروعها
دنيا لها السلطة على من شقا بها
تمشي ويمشي سبتها مع ربوعها
دنيا بها أهلها تنافس عليها
نفسٍ بها تشبع ونفسٍ بجوعها
ما هيب تصفي للمخاليق دايم
خدٍ تصافحها وخدٍ تصوعها
بين الثنين يصير فيها مشاكل
مما حصل فيها تفرّق نجوعها
فيها الرفيق اليوم يا زين رفقته
والصبح يظهر رفقةٍ غير نوعها
يقول هذا بين الأصحاب طبعي
لا خير في ناسٍ وهذي طبوعها
الرفقة اللي ما تجي لك على الهوى
إقفايها ولا تمنِّي رجوعها
الأصحاب منهم من زرع لك مودته
ومنهم خبيثات المعاني زروعها
والأصحاب منهم من يودِّيك للعلا
حتى تعلاَّ في علاوي ضلوعها
والأصحاب منهم من ينزلك للوطا
ولا يرفعك لا طحت في قوع قوعها
والأصحاب منهم من تباهي بصحبته
تطلع به العلياء ويسهل طلوعها
ومنهم موديها وباكر يجيبها
شبَّاب نارٍ ما يكوده ولوعها
الله ولا رفقة ردي المعرفة
بأقشع توالي رفقته مع جذوعها
وأدفن معرفة صاحب الهون بالثرى
لو شربة الماء منه والله لأزوعها
وأقول في الأيام لا بد تنتهي
لا بد ما تطفي وتطفي شموعها
** **
عبدالهادي بن راجس السبيعي - رحمه الله -