إبراهيم الدهيش
يعيش المجتمع الرياضي بكل أطيافه وشرائحه على اختلاف ميوله وانتمائه حالة من الترقب لانطلاقة دوري النجوم السعودي بشكل يفوق ما كان عليه في مواسم فارطة، حيث المؤشرات الأولية تقول إنه سيكون دوريًا قويًا ومثيرًا لتوفر عناصر النجاح كافة.
-(128) لاعبًا أجنبيًا (41) منهم مستمرون منذ مواسم ماضية من مختلف الجنسيات، موزعين على أندية دوري النجوم كلفتهم المادية تتجاوز (287) مليون يورو، عدا الاستقطابات المحلية، ناهيك عن التعاقدات مع عدد من الخبرات الفنية التي تمثل مدارس تدريبية مختلفة سيصب تنوعها في مصلحة كرتنا الوطنية ومنافساتنا المحلية، وستمنح الدوري مزيدًا من الإثارة والندية متى ما منحنا الأجهزة الفنية الوقت واستوعب اللاعب منهج وأسلوب المدرسة!
- ويبقى الأهم في جودة العنصر ومدى الحاجة إليه وليس في (كم) العناصر المستقطبة حتى وإن سمح النظام بذلك. من هنا فستظهر ملامح استفادة الأندية و(شطارتها) من عدمه في الاختيار وتحديد الأولويات وبالتالي إيجابية توظيفها لدعم سمو ولي العهد - حفظه الله - ووقفات ومؤازرة القيادة الرياضية كحالة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ كرتنا السعودية.
- ولا أخفي خشيتي من صوت (المدرج) وأحكامه العاطفية المتسرعة – وان كان علينا احترامه – واللغة غير البريئة المتخمة بالتعصب التي تعودناها مع الأسف في (دكاكين) الفضاء ومن محللي (الغفلة)! فمن العدل والإنصاف أن يكون الحكم سواء بنجاح أو فشل الصفقة بعد نهاية الدور الأول على أقل تقدير، فالأسماء مهما بلغت شهرتها وعلت قيمتها ليست (عربون) نجاحها. وكم من أسماء كانت مغمورة انطلقت من هنا لعالم النجومية. دعونا نمنح هؤلاء مزيدًا من الوقت، فالبيئة بمتغيراتها والمنافسة بأجوائها والانسجام مع المنظومة يحتاج إلى وقت للتأقلم، كفانا تسرعًا دفعت أنديتنا ثمنه غاليًا على اعتبار أن هناك أندية ستعاني في البداية من عدم انسجام عناصرها خاصة تلك التي استبدلت كافة أو غالبية أجانبها أمثال الاتحاد والنصر والأهلي، وأندية تعيش مرحلة انتقالية وأخرى هاجسها المناطق الدافئة ورابعة كل طموحها البقاء والهروب من مصارعة الهبوط!
- وبالرغم من هذه المتغيرات والزخم الذي طرأ ستظل الفوارق بين الأندية من وجهة نظر شخصية كما هي وستكون المنافسة على لقب الدوري محصورة بين أندية الهلال والأهلي والنصر لاعتبارات عدة لا تسمح المساحة بتفنيدها والعلم عند الله!
- ويظل من البديهي أن تطرح التساؤلات التالية: هل يكون الحضور الجماهيري بحجم ما صرف على تلك الصفقات كونه (ملح) المنافسة خاصة والهيئة أولت جل اهتمامها لتحسين بيئة الملاعب، وماذا عن النقل التلفزيوني هل يكون بمستوى التطلعات، أما ما يتعلق بالإعلام الرياضي وخاصة المشاهد منه فلا زلت أكرر بأنه بحاجة لإعادة (فلترة) الأسماء و(ضبط) إيقاع ما يقدم من مادة!!
- وفي النهاية.. يسألني عشاق حرف وطرح – وأنا أحدهم – أخي وزميلي الكاتب صالح الهويريني خاصة من المهتمين بالتوثيق والرصد.. لماذا لا يقوم بإهداء مكتبتنا السعودية مؤلفًا يتضمن أولويات وطرائف ونوادر تاريخنا الرياضي من تلك التي يحتفظ بها ويتحفنا ببعضها من خلال مقالاته معتمدًا في ذلك على لغة الأرقام التي لا سبيل للتشكيك فيها خاصة والحاجة ملحة في زمن كثر فيه أدعياء التوثيق ومؤرخو (الغفلة)! ولأني لا أملك الإجابة سأكتفي بنقل الرسالة وعند (أبا أبراهيم ) الخبر اليقين... وسلامتكم.