فهد بن جليد
العودة للمدرسة لا تعني تأمين المستلزمات الدراسية، وشراء الملابس المناسبة، ومنح المصروف اليومي، والذهاب صباحًا «لاستلام الكتب»، ومن ثم الانخراط في العملية التعليمية. برأيي، علينا أن ننظر للمسألة بشكل أكبر وأعمق من ذلك بكثير؛ فالأجيال تغيرت، والعملية التربوية تطورت؛ وعلى الآباء الانتباه لأدوارهم المرتقبة بكل عناية واهتمام مع عودة أبنائهم لهذه الأجواء الدراسية، وخصوصًا مع دخول الأطفال الصغار المراحل الأولى من التعليم. غدًا هو أول يوم دراسي في العام الجديد. الإجازة السنوية غيَّرت - حتمًا - نمط وروتين الحياة اليومية في المنزل، ومن الخطأ ترك الطلاب والطالبات وحدهم يواجهون الأمر. هناك أدوار مختلفة، يُنتظر أن تلعبها الأسرة لتهيئة أبنائها، وكسر الحاجز النفسي بتأهيلهم وتهيئتهم للاستعداد لـ«انطلاقة» العام الدراسي الجديد. ثمة واجبات تربوية منزلية حقيقة علينا الانتباه لها، جنبًا إلى جنب مع ما ستبذله إدارة المدرسة من جهود ترحيبية وتشجيعية؛ لتشكل صمام أمان لنجاح العملية التربوية؛ فالكرة تنطلق ابتداء من «ملعب الأبوين»، وخصوصًا في «الأسابيع الأولى» التي يعيش فيها الطلاب تقلبات نفسية ومزاجية متنوعة بسبب بعض الضغوط الاجتماعية والإعلامية التي تصور العودة لمقاعد الدراسة بـ«الدوام الطويل والمرهق» مع تحول حياة الطالب من الاسترخاء والراحة إلى «الجدية الكاملة»، والالتزام بأداء الواجبات بشكل صارم وحاد، فيما هو في أمسّ الحاجة لزرع الثقة في نفسه مجددًا، وتحفيزه لدوران عجلة المعرفة والعلم من جديد بالمثابرة والاجتهاد والتنافس؛ لاكتشاف المزيد من المعارف والعلوم والمهارات في واحدة من أهم مراحل حياته.
تخفيف «المشاعر السلبية» في أذهان الطلاب مسألة جوهرية ومهمة؛ فالعودة إلى المدرسة شعور يرافقه عادة رهبة وتوتر وخوف، ولكن استعادة «المزاج الإيجابي» بالتحفيز والمشاركة، والشعور ببلوغ «مرحلة حياتية» جديدة، وتذكُّر الأصدقاء وأجواء النجاح والفرح، تبدد مثل هذه المخاوف، وتدعم «نفسية الطلاب» أكثر، وهي «الحلقة المفقودة» في كثير من البيوت التي تعتمد فقط على ما ستقدمه المدرسة لطلابها. وعلى دروب الخير نلتقي.