د. صالح بن سعد اللحيدان
يقـال:
- الحظ/ النصيب.
- الحظ/ النجاح بسببه.
- الحظ/ الفوز بشيء ما.
- الحظ/ الكسب المميز.
- الحظ/ الوفرة من التقدم والنبوغ.
- الحظ/ السؤدد بصفة من الصفات.
وأصل هذه العبارة أنها ثنائية هكذا (حظ) بنصيب/ أو جزاء/ أو كسب/ أو علو.
والحظ - حسب فهمي مما نظرته في أسفار كثيرة - لا تعريف له؛ فكل يفسره بما يظهر على الإنسان من آثاره وصفاته ليس إلا.
لكن دعوني في هذا الجزء من هذا المعجم أورد ما لخصه عبداللطيف بن شراره من خلال ما بثته (الموسوعة النفسية)، وذلك في نشرة جيدة دعاها (مفتاح الحظ، ص5) جاء هناك: [ضع أمام من تشاء هذا السؤال: ((ما هو الحظ؟)) تلمس فوراً غموضاً لديه في الفكر والبيان، حتى إذا تسلسل الحديث، وحاولت ربط الأسباب بالواقع وتنظيم الأفكار وفق منهج سليم منطقي، أفضت بك هذه المحاولة إلى خيبة مريرة.. عبثاً تحاول! الأمر أعسر من أن يكون واضحاً وأعقد من أن يتضح]. ويضيف في ص5-6: [ولكن التجربة الشخصية الخالصة، أعني تلك التي يعانيها الكائن الإنساني - امرأة كان أو رجلاً - في ذاته لذاته، حيث تنسدل عليه الحجب، ويخفى على العالم الخارجي كله خفاء مطلقاً شاملاً... هناك في هذه المنطقة المظلمة خارجاً، المنيرة داخلاً على واقعية الحظ وحقيقته].
وقد وجدت نفراً من أساطين كبار العلماء والمحققين والباحثين وجملة من المثقفين يجعلون صفات الحظ هي الحظ العين بالعلم؛ فكثير منهم يزعم أن الحظ حسن التصرف، أو طول المكث في العمل الواحد، أو وفرة الجاه، أو كذلك وفرة المال المتسع.. ويرى بعضهم أن الحظ في تمام الصحة واكتمال السعادة نسبياً. وهناك جملة من بعض هؤلاء يرى أن الحظ (هو الشهرة وذيوع الصيت). فهؤلاء حسب الاستقراء يصفون الحظ بصفاته، ولكنهم يبتعدون عن تعريفه حقيقة؛ ولهذا يقع أمثال هؤلاء في الخلط.
وهنا أورد ما ذكره عبداللطيف ص6 في جملة جيدة: [ذلك أن الحظ نفسه معنى شخصي بحت؛ لذا كانت التجربة الشخصية إطاره الذي يدور فيه، حتى إذا خرج عن هذا الإطار، وبرز في وضح النهار، تلقاه الخارجون عنه - أي الناس - مختلفين في النظر إليه متقسمين في بيانه وتقديره وتفسيره].
قلت: والمحظوظ غالباً يميل للصمت، ذلك إذا كان الحظ لديه مخلوقاً معه، لم يرده الحظ بسبب تعدٍّ أو قهر أو فرض أمر ما أو غشامة رؤية أحادية مصلحية.
والحظ هنا لا يحسن لمن تدبر ووعى أن ينظر إليه على شكل ثروة أو جاه أو قوة.. فهذا اختلاط في المفاهيم والرؤى، إنما الحظ بكامل آلياته هو ما يسدي خيراً خالداً بتجديد عام في صورة من صور الحياة.
ولهذا لا تجد المحظوظ حاسداً ولا ظالماً ولا ذاتي النزعة؛ لأن ضخامة عقله وحسن تصوره وصدق تدبيره وتدبره تبعده عن هذا، لكنه هو قد يقع في حبائل قد تؤذيه من قريب أو صاحب أو زوج أو رئيس، لكنه يتجاوز هذا بسبل غامضة من الدهاء، وتعدد طرق الخروج من المكائد.. وإذا كان المحظوظ كذلك فلأن غالب حياته يميل فيها إلى الانطواء؛ ولهذا فهو قليل الأصدقاء جداً (دع عنك تلامذته) أو (مديريه) أو الذين يعجبون به.