قلتُ لابني فراسٍ -في سياق حديثٍ مع الأهل-: تكون -إن شاء الله- في المستقبل طبيبًا أو طيّارًا... فقال -ببراءة-: أريد أن أكون مثلك شاعرًا...
لـو كـنـتَ تـدري مـا ألا
قي يـا بُـنَيَّ ومــا أقــاسي
لــرجــــوتَ ألا تُبـتـلى
بـالشعــر مثــل أبي فـراسِ
كم مَـضَّ هذا الشعـرُ فـحـلاً
وهْــو فـيـــه ذو مِــراسِ
إن فـاض منــه.. وإن تَأبـّـى..
فهْــوَ في بـــؤسٍ وبـــاسِ
وأشَــدُّ مـا يلـقـاه مـنـه
تـدفُّــقٌ بعـد احتـبــاسِ
الشـاعـرُ المسـكـيـنُ يــأ
سى وهْـو يَجهـَد أن يـواسي
عَرِيَـت مـن الألـق ابتـسـا
مـتـهُ وأحـرفُـــهُ كَـواسِ!
وعـروقـه تشـكـو الصـدى
في حيـن يُتـرِع ألـفَ كـاسِ!
تلقـاه يرسـم بسمـةَ الأفـواه
مــن نــزف المــآسي
تندى النفوسُ بشعره الشــاكي
مـــن العيـش اليَـبــاسِ
والنـاس تطـرب حيــن يـشدو
شـاكيًـا ظـلــمَ الأَنــاسي
يـا ويحـه؛ إذ كـان يـشـكو
الـبـؤسَ من قـاسٍ لـقـاسِ!
إني أعـيــذك أن تــقـــا
سيَ مثـلــه يــا (تـاجَ راسي)
لا يـخــدعــنّــك أن تـرى
حُسْـنَ الـرُّواء مـن الغِـــراسِ
كـم مـن غـراسٍ دون قطـف
جَـنــاه وخْــزاتُ الهَــراسِ
** **
- فهد بن علي العبودي