الأحساء - عيسى الخاطر:
ارتوت الأحساء بحب الوطن في أمسية شعرية بعنوان «الوطن في عيون الشعراء» ضمن الفعاليات الإعلامية الثقافية بمناسبة اختيار منظمة الـ»يونسكو» الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي، نظمها النادي الأدبي بالأحساء بالتعاون مع ملتقى «إعلاميون»، بمشاركة أربعة شعراء، شاعرَين وشاعرتَين، وقدمها الدكتور علي الضميان نائب رئيس «إعلاميون».
وانطلقت الجولة لفرسان الأمسية بقصائد وطنية، بدأتها الشاعرة تهاني الصبيح في قصيدة افتخرت فيها بحب الوطن، وقالت فيها:
أنا من بلاد الطهرِ أمي مكةٌ
وأبي الجنوبُ ونَجْدُ لي تتزيَّنُ
وأنا ابنةُ الأحساءِ وابنةُ نخلها
لو هزّني جذعٌ بهِ أتمكَّنُ
وأعودُ من رئةِ الشمالِ وفي دمي
عبقٌ وأنفاسٌ تظلُّ تدوزنُ
وهنا أرى كوناً يعيش بداخلي
فالأرضُ دارٌ والمجرّةُ موطنُ
بعدها ألقت الشاعرة حنان الريس قصيدة وطنية، قالت فيها:
يا دارَ نجدٍ بالرخاء تكلمي
وعِمي مساء دار نجدٍ واسلمي
قِري بعينيك الحنونة أمنها
وبطيب سلمان .. الغَنيم المَغْنمِ
أمسى الشمالُ شمالنا وجنودنا
قامت إلى الحدِ الجنوبي للدمِ
وألقى الفائز بجائز الوطن في عيون الشعر الشاعر سعد المختاري قصيدة في بطولات مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز - رحمه الله -، ذكر فيها مراحل فتح الرياض وتأسيس الوطن، وألقى قصيدة أخرى بعنوان «زمن الأكرمين»، ذكر فيها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أثنى فيها على مواقفه المشرفة للوطن، وقال:
وأتيتُ أحملُ غيمةً، لأمدّها
لمن ارتقى فوق السحاب وكبرا
أمحمدٌ، زد يا ابن سلمان العلا
وأَجِرْ غصونَ الطيرِ أن تتكسرا
في هيبةٍ تبدو، وضوءٍ دائم
بكت الليالي حين جئت مُشَمِّرا
أبرقتَ في غيمِ الزمان، فلم تكد
ترنو لروض المجد حتى أزهرا
وألقى الشاعر طارق صميلي قصيدة وطنية جميلة بعنوان «حضن لتعب الأشرعة»، مطلعها:
يمر من لغة عليا إلى لغتي
كم يمر نسيم داخل الرئة
وكلما يممت روحي لخاتمة
ألقاه يقرأ للآفاق فاتحتي
وفي الجولة الثانية رحل الشعراء إلى أشعارهم الغزلية. وقد ألقت الشاعرة الصبيح قصيدة «البدوي الذي ما زلت أبحث عنه»، تقول فيها:
شيخٌ إذا حقنَ الدّماءَ وصانها
ولدى الوغى ليثٌ أعادَ شبابه
سيفٌ أبيٌّ لا يقرّ بغمدِهِ
ويزيدُهُ وقعُ الضرابِ صلابه
بحرٌ يمدّ إلى السواحلِ ماءهُ
والمكرماتُ على الضّفافِ كغابه
وجاءت الشاعرة حنان الريس بقصيدتها الثانية عن الحب والسلام، بعدها ألقى الشاعر المختاري قصيدة رائعة مخاطبًا فيها منطقة الأحساء، قائلاً:
قولوا لمن خلعت قلوب العاشقين
قفي، قفي
هذي الوفود أتتك صافيةً فقومي واصطفي
مُدّي لهم عذقاً، لأجل وفائهم وتلطّفي
واسّاقطي رطباً جنيّاً كالحياة وأسرفي
كوني هنا علماً تعانقه الرياح ورفرفي
فالنظم في الأحساء شعرٌ فاقَ حسّ المرهفِ
فتكحلي وتعطري وتمددي وتصوفي
مازلت أجمل واحةٍ في عين شاعرِك الوفي
بعد ذلك ألقى الشاعر طارق صميلي قصيدة بعنوان «حطي على قلبي» مطلعها:
حطِّي على قلبي
فلن تطئي
إلا فؤادا ضج بالملأ
مروا عليهِ
سواك أنتِ
فما تركوا وريدا غير مهترئ
سيلي عليهِ
فكل جارحة في خدِّهِ
نهرٌ من الظمأ
قلبٌ تلاكِ
فظلَّ منتشيا
في كلّ مختتم ومبتدأ
وفي الجولة الثالثة (الختامية) ألقى ضيوف الأمسية قصائد منوعة، ثم كرم سعادة الدكتور ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي الأستاذ عبد العزيز العيد رئيس «إعلاميون»، والأستاذ ناصر الغربي الأمين العام لـ «إعلاميون»، فارسَي الأمسية بتسليمهما الدروع التذكارية، ثم التُقطت الصور التذكارية مع الحضور من محبي الشعر والأدب.