علي الخزيم
قيادة سعودية حباها الله سبحانه مع الحكمة والحنكة حزماً وعزماً هو حديث المتابعين والمراقبين، شهد لهم القاصي والداني بحسن التدبير وإخلاص العمل للدين الحنيف وللوطن ورفاهية المواطن، ويجد الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة عناية فائقة رصدتها مراكز ومواقع متخصصة تُقَيِّم حسن الأداء بخدمة التجمعات والحشود البشرية والمواسم الجماهيرية، فقالت عن جهود المملكة ما يشرح الصدر ويبهج كل مسلم منصف أمين.
وإن المرء ليعجب ان ينخرط مثقف مسيحي عربي للمطالبة باجتماع لبحث إدارة الحج بحجة أنه للمسلمين جميعاً وليس لدولة واحدة بتلميح للمملكة، هكذا إذا اعْمَت الاعطيات المشبوهة بصيرة الرجل المتعلم الواعي أو هكذا يفترض أن يكون، لكنه نسي موقعه وكتابه وكنيسته ليتجه للمطالبة بالكعبة والبيت الحرام، لا للحج والعمرة وإنما لإرضاء حاقد مُغرض استدرجه بالشيكات وحقائب الدولار، فتعساً لعَبَدة المال بائعي الضمائر.
أود تذكير هذا (المدرعم) أنه إلى جانب الخدمات الجليلة التي تقدم لضيوف الرحمن، تصرف حكومة خادم الحرمين الشريفين حوافز قيمة للمشاركين بأعمال وخدمات الحج كبدلات خلاف الرواتب تقدر بالمليارات من الريالات، دون الإعلان عنها بوسائل الاعلام، لأن القيادة الرشيدة لا تنظر إلى المناسبة الإسلامية كمشروع استثماري، بل ننظر إليه هنا بالمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على أنه شرف خصنا الله به خدمة للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن الكرام.
ومن يتأمل أباطيل وأراجيف هذا وامثاله يبرز له سؤال مُتخيل مضمونه: ماذا لو قالت حكومة المملكة إن الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ملك للمسلمين وعليهم دفع مليارات صرفت عليها منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز لخدمتها وتوسعتها وتطويرها، ولخدمة ضيوف الرحمن، بما في ذلك المشروعات الضخمة الهائلة كتوسعة جسر الجمرات وفتح الأنفاق بالجبال وقطارات الحرمين والمشاعر وأبراج وطرق ومستشفيات وغيرها كثير، بمبالغ مليارية فلكية ضخمة، فهل تستطيع منظمات مارقة وجهات ودويلات تشوه صورة المملكة وتنتقص جهودها بمواسم الحج أن تدفع هذه المليارات، المملكة لم ولن تطلب منهم ذلك ولكنه افتراض أجزم بتهربهم منه ومن تبعاته بكل وسيلة ممكنة ضمن ألاعيبهم تجاه كل قرار لا يتفق مع توجهاتهم الفكرية وانتمائهم الحزبي ومآربهم السياسية، وأفكارهم الضيقة أو مصالحهم الواسعة التوسعية.
وكمثال فقط فمن الوقفات الملفتة التي يجب أن يعيها كل جاحد حاقد يغمض عينيه عن الحق ظلماً وبهتاناً للمملكة وقيادتها وشعبها؛ إنه ضمن جهود طيران الأمن السعودي - الإسعاف الجوي - لخدمة ضيوف الرحمن تم نقل حالات من جنسيات مختلفة من الحجيج بينهم حجاج من الجنسية الإيرانية في دلالة على أن المملكة لا تفرق بين حجاج الدول المختلفة بما تقدمه من رعاية وخدمات جليلة رغم توجهات نظام طهران وغيره من الأنظمة المغرضة.
اتهمونا وقيادتنا بالتقصير باسم الدين وألصقوا بقيادتنا الرشيدة تهماً وأباطيل باسم الدين، ولدغنا منهم مراراً وتكراراً ونصبر ونعلو فوق سفاهاتهم، إكراماً لذواتنا ولإخواننا المسلمين ببقاع المعمورة، فأين الإيمان والتقوى وشعائر الدين التي يزعمون أنهم يعملون لها وبها؟ ألا تباً لهم وما يصنعون!