علي الصحن
موسم مختلف ينتظره الشارع الرياضي بشغف هذه الأيام، غني عن القول إن الدعم الكبير الذي وجدته الأندية من معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والتعاقدات التي أبرمتها مع عشرات اللاعبين الأجانب تشي بأننا موعودون بدوري قوي يكون حديث الناس طويلاً، ويكون أيضاً قادراً على لفت الأنظار في الداخل والخارج.
دوري مختلف هذه المرة على كافة الأصعدة، ثمانية لاعبين أجانب في كل فريق أمر يحدث للمرة الأولى، و(16) فريقاً تشكل دورياً من (30) جولة تشهد (240) مباراة أمر يحدث للمرة الأولى أيضاً، صعوبة الرهان على فريق أو فريقين يملكان حظوظاً أعلى للفوز باللقب أمر لا يحدث كثيراً في الدوري السعودي، والقول إن فريقاً معيناً هو الأقرب للهبوط لم يعد موجوداً، معظم الفرق تملك نفس الحظوظ، وجميع المباريات مرشحة للمتابعة.
مدربون كبار ونجوم كبار ينتظر أن يسطروا إبداعاتهم في الملاعب السعودية، ويسهمون في تطوير قدرات اللاعب السعودي، ورفع مستوى المتابعة للدوري الأقوى على المستوى العربي.
الجماهير الرياضية مطالبة بالصبر في البداية، لا ينتظر أن يقدم النجوم الجدد كل ما لديهم من الجولة الأولى، والنقد السلبي أو الهجوم المباشر المبكر قد يترك أثاراً طويلة المدى وربما يسهم في فشل لاعب يعول عليه الكثير، وقد صُرف عليه الكثير حتى يلعب مع الفريق، إدارات الأندية عملت الكثير طوال الفترة الماضية، ومن الصعوبة والظلم معاً أن يتم الحكم على عملها وتقييمها خلال جولتين أو ثلاث في دوري من ثلاثين جولة ومسابقات أخرى أيضاً، يحتاج اللاعب لمزيد من الانسجام والتعود على الأجواء وغيرها من الأمور الفنية حتى يستطيع أن يقدم كل ما لديه.
الجماهير الرياضية مطالبة أيضاً بأن تساهم في نجاح فرقها والدوري ككل، وذلك بالحضور والمساندة، من الظلم أن تصرف الأندية كل هذه الأموال، وتحضر هذه الأسماء، وتقوم بكل هذه الجهود، ثم يفاجئ الجميع بمدرج فارغ أو شبه فارغ.
الأندية والإدارات واللاعبون والجماهير ليسوا وحدهم في منظومة المنافسة، هناك أيضاً الجهات المنظمة كالاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين اللجان المتفرعة عنهما، عليها أن تقوم بدورها المنتظر خلال المنافسات، وكل ما يأمله المتابع مثلاً: اختيار الحكام المناسبين الأكفاء لإدارة مباريات الدوري، وتطبيق الأنظمة واللوائح ذات الصلة بنصوصها دون اجتهاد أو مراعاة أو مجاملة، وعندما يتم تطبيق النظام على الجميع لن يغضب أحد بالتأكيد.
السباق على أشده سيكون مزدوجاً ومتزامناً، سباق جماعي بين الفرق نحو الصدارة، وسباق فردي بين النجوم التي تمثل هذه الفرق لتقديم أنفسهم بما يتناسب والهالة التي واكبت التعاقد معهم وحضورهم، وحجم احتفال المدرج بهم.
وجود المدرب الوطني في الأجهزة الفنية للـ 16 فريقاً المشاركة في الدوري أمر يحسب لمنظمي الدوري، كونه يسهم في تطوير قدراتهم ويسهم في استفادتهم المباشرة من مدربين عالميين يشرفون على الأندية، والأهم أن يغنم المدربون الوطنيون هذه الفرصة، وأن يحققوا الفائدة المرجوة منها، وأن يكونوا عند حسن ظن من وثق بهم ووجه بمنحهم هذه الفرصة الممتازة لتقديم ما لديهم.