«الجزيرة» - غدير الطيار:
اختتمت امس فعاليات المنتدى الدولي للمعلمين الذي تنظمه وزارة التعليم بحضور معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى. واستعرض رئيس قطاع التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اندرياس في ختام الفعاليات، تجربة المشاركين والمشاركات في الفعاليات، وأبرز ما تمخضت عنه ورش العمل، ومجموعات التركيز، وما يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار كنتائج فعلية للمنتدى. واستهل أندرياس حديثه بدور المعلم السعودي وقدرته على صناعة التغيير وفق معطيات المرحلة التي تمر بها المملكة وقال: «نستطيع أن نرى الشغف يملأ أرجاء المكان من أجل تغيير التعليم وتطويره، وأشكر على وجه الخصوص المعلمين والمعلمات السعوديين، وما أذهلني مدى الجاهزية والقدرة على التغيير، وإذا كان لدينا اختبار عالمي ستحلون في المرتبة الأولى لأني زرت العديد من البلدان، وأنتم تمرون بتغييرات كثيرة داخل الدراسة وستواجهون كل التحديات بمرونة وشجاعة ، وأنتم لديكم القدرة على الاستماع للآخر والاستفادة، والتطبيق بشكل ملائم على مجتمعاتكم وهذا شيء مذهل «وأضاف» مستقبل التعليم لن يكون سهلاً، وما سمعناه الأيام الماضية والتوقعات التي ذكرت على مختلف ورش العمل يتعين أن يكون لدينا فهم عميق لما يتم تدريسه والوقت المسموح تدريسه، لأن ما يعلمه المعلمون يؤثر على الطلاب ومعرفة المحتوى والتخصص والمنهج والمقررات بشكل جيد ومعرفة الطريقة المفضلة للطلاب لتعلم هذا المحتوى والأمر يتمحور حول المعرفة بالممارسات المهنية حتى تحدث بيئة التعلم الابتكارية والإبداعية التي كنا نتحدث عنها، وهذا يشمل مهارات البحث لكي نكون مبتكرين في مستقبلنا». وأوضح أن العمل اليوم يتمحور حول تحضير الطلاب لكي يتعاملوا مع التغيرات الاقتصادية السريعة وفرص العمل التي لم تر النور، وحل المشكلات الاجتماعية، ولا يعلم أحد ما تؤول إليه الأمور، ويجب أن نتعلم من أخطائنا وهو أكبر التحديات التي تواجه عملية التعليم. وأكد أندرياس أن مدارس المستقبل يتعين أن يتم تمكينها، ويتعين أن يتم استخدام تقنيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل قاعات الدراسة والتواصل مع الطلاب بطريقة ابتكارية وإبداعية، مبيناً أن الماضي كان تفاعلياً والمستقبل يتعين أن يكون تشاركياً، والتكنولوجيا تستطيع أن تمكن وأن تعزز من عملية التعليم ولكن أفضل التقنية والتكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل التجارب الاجتماعية الخاصة بالتعليم والعلم، فالتعليم لا ينتهي عند أعتاب المدرسة. متخصصة في علم الأعصاب: البيئة المحفزة تجعل الدماغ أكثر قابلية للتعلم والتدريب وكانت المتخصصة في علم الأعصاب البارونة سوزان قرينفيلد، قد استعرضت مسيرتها العلمية والعملية، وأجابت عن تساؤلات عدة، خلال اليوم الثالث من المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات بالرياض، بحضور معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي. وقالت سوزان: إنها لم تكن معلمة يوماً على الرغم من أنها قضت أكثر من 40 عاماً تعلم طلاب الطب في كلية الطب بأكسفورد، وحصلت على 32 درجة فخرية من حكومات متعددة، وأثرت المكتبة العلمية بـ 10 إصدارات من الكتب التي احتوت العديد من التجارب العلمية والاكتشافات، لافتة إلى أنها لا تحب السياسة ولا السياسيين، ومع ذلك هي عضو في مجلس النواب البريطاني الذي منحها لقب «البارونة». وتناولت في محاضرتها الإجابة عن مجموعة من التساؤلات حول العقل البشري وبماذا يتأثر، وما الذي يحمله لنا المستقبل وما نوع حياتنا القادمة وكيف يمكننا تشكيل المستقبل ليكون ملائما لنا ويمنحنا الراحة والرفاهية؟ وكشفت أن كل ذلك مرهون بأمر واحد هو العقل البشري. وأوضحت البارونة أن خلايا الدماغ البشري تتجدد وتتحدث كل فترة من العمر، ولدينا وصلات دماغية كبشر أكثر من أي كائن آخر، وهذا ما يطلق عليه المرونة والقدرة على التشكل حسب ما نعيشه كل يوم، مشيرة إلى أن العقل ينمو حسب التغيرات الفيزيائية والبيولوجية للجسم الذي يعد للعقل هو إضفاء الطابع الشخصي على الدماغ من خلال تشكيلات حيوية فريدة تتكون من الاتصالات العصبية، وتكون مدفوعة بتجارب فريدة وهو قادر على التكيف. وأفادت أن البيئة المحفزة تجعل الدماغ أكثر قابلية للتعلم والتدريب حين تتعرض للخبرات والتجارب، وسيتم الانتقال من الخلايا الحسية إلى الإدراكية، لذا تبدو انفعالاتنا أكبر والوصلات الدماغية تبدأ بتحرير العقل وتبدأ الذاكرة بالعمل ويصبح لدينا ماض خاص بنا وذكريات نحتفظ بها وكل ما تقدمنا للأمام يزيد مخزون الذكريات ومخزون التعلم. وأشارت إلى إصابة الأطفال المدمنين على الألعاب الإلكترونية بأنهم أكثر عرضة للسمنة والعصبية لأن عاداتهم تتكون من خلالها، وغالباً ما يتكون لديهم أعراض انسحابية نتيجة اللعب ويفقدون الاهتمام بهواياتهم نتيجة الإفراط فيها، ويخسرون الوقت ويتحايلون للحصول عليه، وتتغير أمزجتهم وعلاقاتهم الأسرية ويصبحون في عالم من التحد الافتراضي، كما تناولت تأثير أجهزة الحاسوب على السلوك الإنساني، مستشهدة بأن موقع «فيسبوك» اعترف بأن وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بالصحة العقلية. ودعت المتخصصة في علم الأعصاب في نهاية محاضرتها، إلى إيجاد البديل المناسب للأطفال، والبديل الجاذب، كالنشاط الرياضي والحركي، الذي يدعم خاصية التخيل لديهم، وإلى قراءة القصص والحكايات التي تثري العقل وتجعلهم يحسنون التواصل الاجتماعي مع الأشخاص ويتحدثون معهم لتتشكل لديهم اللغة السليمة ويفهمون لغة الجسد وتتشكل هوياتهم وتجعلهم يواصلون ما بدأوا به ليصلوا إلى النهاية التي يبحثون عنها.