مها محمد الشريف
كانت النتيجة أكبر مما تتوقع قطر وحليفتهم إيران، وذلك لأنهم ما زالوا يعتبرون المسألة أمسيات وولائم تتم بها صفقات تمويل تنظيمات إرهابية أمراً سرياً، فالنائب الأمريكي، قال عبر «فوكس نيوز»: «إن الدوحة واصلت دعم الإرهاب وأشار إلى وجود أدلة دامغة تثبت تورط قطر في تمويل الجماعات الإرهابية، مما يؤدي إلى تقويض جهود واشنطن للجم أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
ومع أن الإدانة من النائب وليس الحكومة الأمريكية لكنها تمثل تحولاً مهمًا، وذلك كسر الصورة الوردية التي دفعت قطر المليارات لأجلها وانكشف زيفها وبات الاتهام موجه لها من طبقة سياسية أمريكية بأنها راعية للإرهاب، وباءت محاولات نظام الحمدين بالفشل، وانقلبت أموالها وبالاً عليها واتضح دورها الغارق في مستنقع دعم الإرهاب.
لقد سقط الجدار الذي تختبئ خلفه وانكشف خبر فدية المليار دولار، التي دفعتها الدوحة لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران، وتورط النظام القطري في تمويل الإرهاب واستغلال الملاحة الدولية في هذه الأنشطة، ليس صعبًا أن يكون القادم لهذا النظام الزوال والأفول بعد هذه الجرائم الفظيعة.
ذلك الإجرام تولد مع تنامي الرغبة في أطماع كبيرة بهدم الحضارات وخلط الأجناس والأعراق بتحالفهم مع إيران وهو ما يظهر ثابتًا حاليًا، فعادة ما تبحث قطر عن تحالفات بعيدة وصداقات دول كبيرة بسياستها واقتصادها وسكانها، ليكون لها وجود وكيان، وتندلع من أرضها الفتن والمؤامرات ثم تصبح أكثر عداء لجيرانها المقربين، لا نعلم هل هي عقدة القوة الأجنبية وإقامتها على أراضيها كمقرات للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية «البنتاغون» ومقر القيادة العليا للقوات الجوية البريطانية والأمريكية، لكي تكون في مأمن من العقوبات، أم أن هناك مشروعًا أكبر وأضخم من تساؤلاتنا تريد تمريره على العالم وخداعهم؟
إلى جانب استمرارهم في مساعدة البنوك الإيرانية وعمليات تبادل العملات الأجنبية إلى بنك قطر الوطني وكما وصفه «تيد بود» بأنه جزء مهم من تمويل طهران للإرهاب، فليس بغريب أن تتشارك الحكومتان في جميع الجرائم والمشاكل كما تم إغراق سوريا بالحرب منذ العام 2011 بعد اكتشافات حقول الغاز الضخمة، وبقية الرواية سجلها التاريخ على صفحاته فاللاعبون في هذه الساحة كثر وما زالت الحرب مستمرة وأجندتها تدار من الدوحة بمعية شركائها.
من هنا أتت التحذيرات الأميركية عن دور قطر المشبوه والمتورط بتمويل إيران عبر تاريخ الحكومتين وضلوعهما في العمليات الإرهابية التي قتلت آلاف المسلمين والعرب، فقد أثبتا تورطهما في هذه الحرب التي أشعلت فتيل النزاعات الحدودية في منطقة الشرق الأوسط.
ومع هذا تؤملان الإفلات من العقوبات لوجود زبائن كبار لنفط إيران وهم في الحقيقة يبحثون عن كيفية الاستعداد لهذا الحظر، والعمل على إيجاد البديل بعد إقناعهم بالعقوبات المفروضة على هذه الدولة، لا شك أن غداً لناظره قريب، ولن يفيد التظاهر بطاعة القوانين من أجل خرقها بأمان، فلم يعد ينفعهم استغلال عواصف الربيع العربي ولا معارك إيران الثورية، وتجييش السنة في لبنان ومساعداتها لتركيا بعد هبوط الليرة التركية وإخوانية الشياطين.