فهد بن جليد
أكثر وظيفة مُهدَّدة بالانقراض في العالم، هي تلك الوظائف المُتعلقة بالبنوك وشركات التأمين، حيث يُتوقع بحسب دراسة - لمعهد سابيان الفرنسي - أن تختفي وظائف البنوك وشركت التأمين تماماً بسبب الذكاء الاصطناعي والأنظمة، يليها وظائف المُحاسبة البشرية التي تقوم الأنظمة التقنية مقامها بشكل أسرع وأدق، الأمر ليس بجديد فهناك وظائف رئيسة كانت حيَّة في زمن «الطيبين» اختفت اليوم كُلياً، ولم يمت أصحابها من الجوع، بل إنَّ كثير من العصاميين الناجحين بيننا اليوم، كانوا يشغلون وظائف لم يعد لها وجود، لذا لا معنى للقلق أكثر ممَّا يجب على المُستقبل والاستقرار الوظيفي الذي يُظهره البعض، فالأرزاق والأقدار بيد الله أولاً وأخيراً.
خلال العشر سنوات المُقبلة يتوقع أن تتناقص فُرص العمل عالمياً في بعض المجالات والمهن التي يُنتظر أن تنتهي بسبب التطور التقني والتكنولوجي المُذهل والسريع، على رأسها مهنة «السائق الخاص» بسبب تزايد استخدام السيارات ذاتية القيادة، واللجؤ لوسائل النقل العام، «المُزارع» مهنة تتقلص أمام دخول التقنية إلى الإنتاج الزراعي «الأوتوماتيكي أو الآلي»، عدد عمال «البريد» حول العالم بدأ يتضاءل فعلياً مع اعتماد الناس على الرسائل الإلكترونية أكثر، كذلك عمال «المطابع والنشر» يتوقع أن يجدوا أنفسهم بلا عمل بسبب الضغط «الرقمي والتكنولوجي» على وسائل النشر، «لعنة التطور» أصابت حتى تلك المهن البسيطة، فمعلما «الفلافل والشاورما» كذلك يواجهان تهديداً حقيقاً مع ظهور آلات تقوم بدورهما بشكل أدق وأسرع وأنظف، وهو ما يؤكد أنَّ الأمر لا علاقة له مُطلقاً بالمستوى التعليمي أو أهمية وعدم أهمية الوظيفية، الفكرة ببساطة تكمن في تطور الزمن والصناعة - لا أكثر -.
المُكابرون والمُعاندون وحدهم من سيُعانون أكثر مع فقد وظائفهم، لنتقبل الأمر بصدر رحب، ونبدأ من الآن في رسم ملامح الخطوة التالية حتى نكون جزءاً من هذا التطور، بدل أن يقذفنا خارجه.
وعلى دروب الخير نلتقي.