د.دلال بنت مخلد الحربي
يعرف الجميع أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الذي يتطلب اكتمال إيمان المسلم بتحقيقه، وهذا الركن ليس فرضه إلزاميا على من لايستطيع أن يؤديه بسبب المال أو الصحة أو غير ذلك من الأعذار الشرعية، ومع ذلك فإن كل مسلم على وجه هذه الأرض يحرص كل الحرص أن يؤدي فريضة الحج مهما كلفه الأمر.
ومن هنا كان من المستغرب أن يتصدى شخص يحسب على العلم والدين مقللاً من شأن هذه الفريضة، وهو دون شك على خطأ، ويعرف أنه على خطأ ولكن التوجه السياسي هو الذي أملى عليه ذلك، ووجوده في دولة أعطته قدراً كبيراً من المكانة والاهتمام، وأغدقت عليه من المال ما جعله ينصاع إلى ماتفرضه عليه.
والأمر المهم أن هذا الحج مثله مثل الأعوام السابقة جاء حجاً ناجحاً ظهر فيه مقدار ماتوليه المملكة من اهتمام عالٍ لتسهيل مهمة أداء الحج على المسلمين من كل أنحاء العالم، والشواهد كثيرة لاتخفى على أي منصف، ويكفي من أجل راحة هؤلاء الحجاج تجنيد الدولة من العسكريين والمدنيين عشرات الآلاف، عدا المتطوعين الذين يقومون جميعهم بخدمة الحجيج بأريحية وأخلاق عالية من أجل توفير سبل الراحة لهم، ومن يتابع سيجد أن من أبسط الأمور محاولة تكييف الجو ومحاولة التغلب على حراراته من خلال رش المياه والتشجير، وتوفير ممشاً مسقوفاً هو الأطول في العالم، إضافة إلى القطار الذي ينقل الحجاج من مكة إلى المشاعر، وتوفير السلامة الصحية والإسعافات، وغير ذلك. ومن الطبيعي أن تقع بعض الأحداث والمشكلات في ظل حشد يصل تعداده إلى أكثر من مليوني شخص يتجمعون في مكان واحد، وينتقلون في منطقة محدودة بين عرفة ومزدلفة ومنى.
والمؤسف أن تتناقل بعض وسائل الإعلام التي تستخدم من جهات تناصب المملكة العداء التهويل لأي حادثة ومحاولة تقديمها كصورة تعبر عن عدم النجاح وإخفاق المملكة في إدارته.
ومع فداحة مثل هذه الأمور المسيئة وعدم توافقها مع العقل والواقع إلا أن هناك من يصدقها لكثرة ترددها في وسائل إعلام ليس لها أي هدف سوى الإساءة للمملكة.
لقد نجح بتوفيق الله موسم الحج نجاحاً متميزاً، وباء كل المغرضين بالخذلان أمام هذه الصورة الرائعة والمشرفة.