«الجزيرة» - فيينا:
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الشراكة العالمية المتجددة من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة بحلول 2030، وقع مدير عام أوفيد -صندوق أوبك للتّنمية الدولية- سليمان جاسر الحربش، ثلاث اتفاقيات قروض ميسرة جديدة للقطاع العام بقيمة إجمالية تناهز 38 مليون دولار أمريكي مع كل من جمهورية أوغندا وبوروندي وغينيا بيساو لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحسين مستويات المعيشة.
وتأتي هذه التمويلات الجديدة في إطار برنامج أوفيد الإقراضي العشرين الميسر للقطاع العام، الذي يمثل الركيزة الرئيسية لعمل أوفيد، ويخصص نصف إجمالي تمويلاته الميسرة للبلدان منخفضة الدخل من أجل القارة الأفريقية، لا سيما منطقة جنوب الصحراء.
ويشارك في تمويل هذه المشروعات جنباً إلى جنب مع أوفيد وحكومات البلدان المعنية كل من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، والصندوق السعودي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، فضلاً عن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
وقد وقّع الاتفاقيات التي جرت مراسمها في مقر أوفيد مع المدير العام كل من وزير المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية في أوغندا، ماتيا كازايجا؛ ووزير المالية والميزانية والتنمية الاقتصادية في بوروندي، الدكتور دوميتياسن نديهوكوبوايو؛ وسفير جمهورية غينيا بيساو في ألمانيا، روي دومينجوس باتيكا.
واستهل الحربش كلمته خلال مراسم التوقيع، مسلطاً الضوء على ضرورة تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية، مشيراً إلى أن تحقيق أجندة التنمية المستدامة يتطلب مثل هذه الشراكات الشاملة بين الحكومات ومؤسسات التنمية الدولية التي تُبنى على الرؤى والأهداف المشتركة.
وأشار إلى أهمية هذه الشراكة إذ تستهدف دعم قطاعات حيوية كقطاع النقل وقطاع الزراعة والتنمية الاقتصادية التي ستعود بالنفع على نحو 1.5 مليون شخص في أشد المناطق فقراً في البلدان الأفريقية المعنية.
وقال إن تحديث شبكات الطرق في كل من أوغندا وبوروندي من شأنه أن يساهم في تلبية حاجات النقل بالنسبة للأفراد والبضائع من خلال الترابط السهل والسريع بين المدن والقرى داخل وخارج البلاد، مؤكداً أن قطاع النقل قد أصبح أحد مقومات العصر الحديث اللازمة لدعم الأنشطة التجارية والاجتماعية والثقافية التي تعزز مسيرة التنمية المستدامة في البلدان النامية وتلعب دوراً مهماً في دفع عجلة الاقتصاد وتقديم الخدمات اللازمة لقطاعات الإنتاج كافة، فضلاً عن الخدمات الاجتماعية.
وأضاف الحربش أن تعزيز قطاع الإنتاج الزراعي والحيواني في المجتمعات الريفية الفقيرة في غيينا بيساو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي والاستقلال الاقتصادي؛ إذ يمثل المصدر الرئيس لتحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر كأحد أهم أولويات السياسة الاقتصادية والاجتماعية.
واختتم الحربش كلمته مشيداً بتاريخ الشراكة بين أوفيد وكل من أوغندا وبوروندي وغينيا بيساو، والذي يعود إلى السنوات الأولى من إنشاء المؤسسة، مشيراً إلى أن إجمالي تمويلات أوفيد من خلال القروض والمنح قد بلغت ما يناهز 400 مليون دولار أمريكي لدعم جملة من المشروعات في مجالات الطاقة والصحة والتعليم والزراعة والإمداد بالمياه والنقل.
من جانبهم، أشاد ممثلو البلدان الشريكة المعنية بالعلاقات الوطيدة مع أوفيد، وأعربوا عن امتنان بلادهم لدعم أوفيد، آملين مواصلة التعاون لبناء مستقبل أفضل، خالٍ من الفقر وعدم المساواة، يعمّه السلام العالمي.