«الجزيرة» - المحليات:
نجح فريق سعودي من مدينة الملك فهد الطبية في استخدام علاج مناعي حديث لورم في الدماغ من الدرجة الرابعة (الجلايوبلاستوما) لطفلة سعودية في الخامسة من عمرها بعدما فشلت وسائل العلاج التقليدية كالجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي في حالتها، دون أن تواجه مضاعفات تُذكر مع العلاج المناعي.
ووصف مدير مركز الأورام بمدينة الملك فهد الطبية والباحث الرئيسي المشرف على الحالة الدكتور موسى الحربي حالة الطفلة بالنادرة جدًّا؛ إذ تعد الحالة الثانية المنشورة في العالم، والأولى بالوطن العربي والشرق الأوسط، باستخدام العلاج المناعي لطفلة مصابة بمتلازمة الأورام الوراثية constitutional biallelic mismatch repair deficiency. مؤكدًا أن حالتها الآن مستقرة مع المتابعة اليومية في مركز الأورام.
وأضاف: هذه الدراسة بمنزلة فتح مجال لعمل تجارب إكلينيكية، وفتح عيادة لحالات الأورام الوراثية بالمدينة الطبية لخدمة هؤلاء المرضى وذويهم بالتعاون مع قسم أبحاث الجينوم. والهدف منها وضع برنامج وطني لفحص الأورام الوراثية للتدخل المبكر لعلاجها. ويُعتبر الأول من نوعه في المنطقة. كما أن هذه الدراسة قد تم قبولها في مجلة The oncologist في قسم الطب الشخصي، ونالت على استحسان المراجعين للبحث، وتم قبولها في مؤتمرات عالمية عدة في الولايات المتحدة، وكان آخرها المؤتمر العالمي لأورام الجهاز العصبي عند الأطفال.
من جهة أخرى، أكدت رئيس قسم أبحاث الجينوم بمدينة الملك فهد الطبية الدكتورة ملاك الثقفي أنه بالتعاون مع الفريق الطبي تم فحص جينات الطفلة وعائلتها، وأثبتت إصابتهم بهذه المتلازمة التي قد تكون شائعة بالمملكة بين الأطفال المصابين بهذا النوع من الأورام نتيجة كثرة زواج الأقارب.
وقالت: نقوم حاليًا بفحص هذه المتلازمة ضمن مشروع الجينوم السعودي بدعم من المدينة الطبية لألف مريض من أصحاب متلازمة السرطان الوراثية وأسرهم تحت منظومة عمل متكاملة بحثية وطبية.
وأضافت: بالعودة لحالات أورام الدماغ لثماني سنوات ماضية في مدينة الملك فهد الطبية وجدنا أن نحو 20 في المائة من الأطفال مصابون بهذه المتلازمة ممن لديهم أورام الدماغ من الدرجة الرابعة أو الثالثة. ومثل هذه العلاجات تُعتبر تطبيقًا حقيقيًّا لمبدأ الطب الشخصي؛ إذ يعالج المريض حسب خارطته الوراثية، وتقوم به مراكز قليلة متقدمة حول العالم.
الجدير بالذكر أن مدينة الملك فهد الطبية انضمت مؤخرًا للمنظومة العالمية لهذه المتلازمة للعمل مع دول عدة لوضع سياسات العمل، ومساعدة المصابين بهذه المتلازمة.