«الجزيرة» - عبدالرحمن اليوسف - غدير الطيار:
افتتح معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى صباح أمس المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات، الذي يستمر لثلاثة أيام في الرياض، ويشارك فيه 800 معلم ومعلمة من جميع إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات، و100 معلم ومعلمة من 30 دولة.
إلى ذلك رحب العيسى أثناء كلمته بضيوف المنتدى : "يسرني أن أرحب بضيوفنا من خارج المملكة الذين قدموا من مختلف دول العالم في رحاب بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية وأتمنى لهم طيب الإقامة وحسن المشاركة في هذا المنتدى، كما أرحب بزملائي وزميلاتي المعلمين والمعلمات من داخل المملكة وأشكرهم على تفاعلهم واهتمامهم بالمشاركة في هذا المنتدى وأتمنى لهم التوفيق والسداد في الحوارات التي ستشهدها ورش العمل".
وأضاف: "وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية حرصت بدعم من قيادة هذه البلاد المباركة، وبالتعاون مع منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي OECD على تنظيم هذا المنتدى الدولي رغبة منها في مد جسور الخير والعطاء والتعاون بين الأسر التربوية على المستوى الدولي من خلال طرح قضايا تعليمية وتربوية تهم كافة الأنظمة التعليمية على مستوى العالم على طاولة النقاش لنستفيد من التجارب الدولية ونفيد من تجربتنا السعودية، حيث إن لكل واحد منكم تجربته الخاصة التي تكونت عبر سنوات من العطاء في الميدان التربوي فشذبتها السياسات العامة للأنظمة التعليمية ورسختها المبادئ والقيم الإنسانية العالمية، وساهم في تميزها القدرات الشخصية التي يتمتع بها كل واحد منكم، كما أننا سندرس نتائج هذا المنتدى وسنقيم هذه التجربة وإذا وجدنا أن التجربة تستحق أن تتكرر في أكثر من موقع فسنعيد تنظيم هذا المنتدى في مناطق أخرى من مناطق المملكة".
وتابع: "الحوار الإيجابي والحضاري الذي نتوقع أن يحدث خلال جلسات هذا المنتدى سيدعم خططنا في وزارة التعليم لدعم قدرات المعلم السعودي وتعميق تجربته العلمية والمهنية، وسيصل صداه إلى مستويات عدة في نظامنا التعليمي، فزملاؤنا المشاركون في هذا المنتدى سينقلون تجربتهم وما اكتسبوه من تجارب إلى زملائهم الذين لم يتمكنوا من حضور المنتدى وسيتكون لدينا حلقات نقاش إضافية في كل مدرسة سعودية، وسيتعرف زملاؤنا على تجارب تميزت بها دول أخرى في نظامهم التعليمي، وبالتالي سنجد أن دوائر النقاش والحوار ستتواصل خلال العام الدراسي لما فيه خير وصلاح وتطور نظامنا التعليمي".
وأكد أن وزارة التعليم حرصت على التطوير المهني للمعلمين والمعلمات استجابة لمتطلبات تحقيق رؤية المملكة 2030 وذلك من خلال حزمة من البرامج الدولية والمحلية إيماناً منّا بأن الميدان التربوي هو ميدان متجدد ديناميكي لا تنتهي تجاربه عند حد معين فالإبداع والتجديد هو سمة من سمات العمل التربوي الناجح والمتميز، ولهذا أهيب بزملائي المعلمين والمعلمين ونحن في بداية العام الدراسي أن يستمروا في جهودهم التطويرية وأن يتعرفوا على أبرز المستجدات التربوية وأن تكون عقولهم مفتحة على التفاعل مع كل جديد ومفيد، فالعالم من حولنا يزخر بتجارب رائدة وأفكار تربوية خلاقة وإمكانات علمية متجددة.
بدوره أكد الدكتور سالم المالك رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى أن التعليم والتعلم ركيزتان أساسيتان في تقدم الأمم ونهضتها، وحين يكون التعليم محوراً رئيساً في خطط الدول، ينمو اقتصادها وتقدم نهضتها.
وأضاف أن المملكة وفي ظل قيادتها الرشيدة، أخذت على عاتقها تحفيز القيادة لتحقيق الريادة والسعي نحو العالمية عبر رؤية ثاقبة أبية، ووزارة التعليم بمواكبتها لرؤية 2030 ولتحقيق ما جاء فيها بدأت في تطوير أنظمتها وإصلاحها، وتنمية مهارات قيادتها وتبنت أكثر من (أربعين) مبادرة تطويرية تعليمية، سيكون لها آثار إيجابية وفوائد جانبية.
وبين أن المعلم والمعلمة في منظومة الإصلاح التي انتهجتها الوزارة لهما نصيب الأسد ، وركنان أساسيان في عملية التطوير والانتقال من مرحلة الركود إلى سلم الصعود ، ومن دهاليز التفكير إلى تبني آفاق التغيير.
وذكر المالك أن المنتدى الدولي للمعلمين واحد من مجموعة منطلقات تحفيزية تطويرية تعليمية في تدويل المعلم ودمجه في عالم التعليم والمتغير والتعلم المستقبلي المتطور، وفي هذا المنتدى تشاركنا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وكذلك شبكة التعليم للجميع وكلاهما غني عن التعريف ، وعلى مدار ثلاثة أيام سيستمع الجميع إلى متحدثين دوليين لهم باع كبير في تطوير طرائق التربية والتعليم وأساليب التدريس والتقييم.
وأضاف يشارك في المنتدى 100 من الخبراء، والمعلمات والمعلمين الدوليين من حوالي (30) دولة جميعهم من أنظمة تعليمية مختلفة بالإضافة إلى زملاء لنا من دولة الإمارات و800 معلم ومعلمة سعودي ، والمنتدى سيكون ثريا في محاضراته وورش عمله ومجموعات التركيز التي تم توزيعها بين المعلمين والمعلمات.
وأوضح أن البرنامج اليومي للمنتدى سيبدأ بمحاضرة رئيسة ثم ورش عمل صباحية ومسائية يتبع كل ورشة لقاء لمجموعات التركيز، وموضوعات ورش العمل عشرة تم اختيارها بناءً على المتطلبات المهمة والمستقبلية التي يحتاجها المعلم والمعلمة، وهي تعليم مهارات القرن الحادي والعشرين، واستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في الصف الدراسي، وتشجيع الإبداع، وجذب أولياء الأمور ، والوصول إلى كل المعلمين، وجوهر التغذية الراجعة، والعمل الجماعي، والتعليم المبكر، واستخدام التقييم للتعليم والتعلم، ولن ينتهي المنتدى بنهاية أيامه ولكن بجمع وتحليل ودراسة الآراء التي طرحت وتبني وتقييم الأفكار التي اقترحت.
وأشار الدكتور المالك إلى أن المنتدى فرصة حقيقية لمعلمينا ومعلماتنا لتبادل الخبرات مع ضيوفنا المعلمين والمعلمات الدوليين، وخلق تعاون مثمر معهم ومد جسور الصداقة والتعاون للوصول لأفضل السبل في كيفية نقل نجاحاتهم في مدارسهم إلى مدارسنا لخلق بيئة تعليمية تواكب متغيرات المستقبل وتجعل من رؤية 2030 أملاً يتحقق لوطن دائماً يتألق.