أ.د.عثمان بن صالح العامر
موسم حج نجاح نجاحاً منقطع النظير، نجاحاً بامتياز، بكل المقاييس المحلية والدولية، القديم منها والحديث، الرسمي والخاص، الفردي والمؤسسي.
تحقق هذا الإنجاز - الذي يفخر به كل سعودي ويتفاخر به المسلم أينما كان وطنه - بفضل الله أولاً ثم وجود قيادتنا العازمة الحازمة، برجالنا ونسائنا كل في مجاله، بشبابنا وفتياتنا، الرسميين والمتطوعين، العسكريين والمدنيين، بالأرقام والإحصاءات، بالأحاديث والتصريحات، بالتحليلات والقراءات، بالأفعال والمشاهدات، بالإنسانية والانسيابية.
نعم سجل موسم حج هذا العام 1439 للهجرة نجاحاً لا مثيل له ولا أروع منه وعلى جميع الأصعدة وفي كل المجالات: أمنية وصحية وغذائية وخدمية وتوعوية وإعلامية وإنسانية.
إنها جهود سنوية متميزة لا شبيه لها على الإطلاق، لا تحدث إلا هنا في أرض الحرمين الشريفين، يرسم خططها وينفذها بكل تفاصيلها، ويقف في مواجهة جميع تحدياتها خلف قيادته - ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة مكة وسمو نائبه وأصحاب المعالي الوزراء - رجال وطن العز والفخر والمجد والإبهار، أرض السلام والإسلام، والأمن والأمان المملكة العربية السعودية، يقفون - ديانة ووطنية وإنسانية - صفاً واحداً متراص اللبنات، قوي القواعد متين الأساس وعلى قلب رجل واحد تحت راية التوحيد لا إله الا الله محمد رسول الله. يشكرهم قبل شكر الناس لهم - على ما يقومون به ويقدمونه الله عز وجل - رب البيت الشريف والحرم المنيف الذي أمر بالحج، ووعد بنصر من ينصره.
لقد تكلمت الأرض كلها عن هذا النجاح الفريد (أجناسها، ألوانها، قبائلها، شعوبها، نساؤها، رجالها، صغارها، كبارها، فقراؤها، أغنياؤها، لغاتها، بلادها، مذاهبها، سياسيوها، اقتصاديوها، هيئاتها، مؤسساتها، قنواتها، إعلامها، أقلامها)، كل هذه المعمورة تحدثت عما يشبه المعجزة - في نظرهم - مشيدة بقيادة الوطن وإنسانه.
إن مما يثلج الصدر هذه الروح المعطاءة والرقي الخلقي والتعامل الحسن والتفاني في سبيل راحة وسعادة الحجيج التي تمتع بها جميع من قام على خدمة وفود الرحمن، ورآها العالم بأسره، فسجل إعجابه الشديد واعتزازه الأكيد بهذا الصنيع الإنساني الذي قلمَّا تجده في أرض، وعند قوم آخرين خارج بلد الحرمين المملكة العربية السعودية، حتى أن غير المسلم المحايد قال كلمة الصدق والإنصاف حين تكحلت عيناه بما رأى، وتشنفت أذناه بسماع الحق الذي لا مندوحة عنه، فألجم من يريد بنا سوءًا الحجر، وبهت الذي كفر، والحمد لله رب العالمين، وكل عام وأنتم بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.