سعود عبدالعزيز الجنيدل
مما لا شك فيه أن الإعلام أصبح أداة مهمة للغاية، وله دور كبير في تحريك الرأي العام، وقد يكون معول بناء للأمم، أو معول هدم.
ولاستشعار عظم هذه المسؤولية، استضافت وزارة الإعلام نخبة من الإعلاميين من جميع دول العالم، لكي يؤدوا شعيرتهم، وينقلوا الصورة الحقيقية للجهود التي تضطلع بها حكومة المملكة.
ومن بين هؤلاء الكوكبة، قابلت -من حسن حظي- الإعلامية الألمانية المشهورة كرستيان بكر، التي جاءت لتؤدي شعيرتها، في حج هذا العام 2018.
وقد روت كرستيان بكر في مقابلتنا لها، لوكالة الأنباء قصتها مع الإسلام، وجهودها في نشر سماحته، كون الصورة في الغرب ليس صحيحة، فالصورة عندهم مربوطة «بالإسلام فوبيا»، ولذلك حاولت كما تقول بتغيير هذه الصورة عبر تأليفها لكتابها «From MTV TO MECCA».
How Islam inspired my Life من الترفيه إلى مكة، وكيف ألهم الإسلام حياتها، وترجم كتابها إلى اللغة العربية.
الرسائل التي توجهها كرستيان بكر إلى العالم أجمع، تقرب الصورة عن الإسلام الوسطي، الإسلام الحقيقي، بسماحته، وإنسانيته، ورحمته، لا كما صوره الإرهاب بجرائمه الفظيعة، ووحشيته، التي جعلت الغرب يهرب، ويكره هذا الدين ومن ينتمي له، ويجعل الإرهاب والإسلام صنوان لا يفترقان، وهذه الصورة النمطية التي سلبت منا الصورة الحقيقية عن الإسلام تحتاج مجهودات كبيرة من الإعلام، لكي تزيل هذه الغيمة، وتجعل الغرب يرى النور للإسلام المستقيم.
وما تفعله كرستيان بكر في هذا الخصوص، يسهم في ذلك، ولكننا نحتاج عملاً أكبر للإعلام، يتكلم، يناقش، يحلل، يفند الادعاءات الكاذبة والمضللة التي تربط بالإسلام، والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.
يحسب لوزارة الإعلام حقيقة دعوتها لهؤلاء الإعلاميين من شتى بقاع العالم، وجعلهم ينقلون الصورة الواقعية عما شاهدوه، وما لمسوه من مجهودات مادية وبشرية، سخرتها حكومة المملكة العربية السعودية خدمة لضيوف الرحمن، وكرستيان بكر أحد الإعلاميين الذين أسهموا في نقل الصورة الحية عن حج هذا العام، وإبراز الجهود الضخمة التي بذلت من الجهات كافة المعنية بالحج، ونحتاج كثيراً من هذا الطرح، ونحتاج أكثر شخصيات تسهم في ذلك الأمر، نحتاج مثل كرستيان بكر.